[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ليلى عناني[/COLOR][/ALIGN]

عادت وقد غيرت رأيها، فكيف تذهب إلى بلد تكشف جسدها عن طريق أشعة تخترق ثيابها، وهي التي لم يرَ طرفها غير محارمها! فكرت قليلاً لتتخذ قرارها النهائي واستقرت على الحل الذي اختارته، ليذهب زوجها إذا أراد أما هي فلا.. فبلادها عزيزة على قلبها وعلى قلب كل مُسلم، وأمينة مهما حاول البعض تشويه صورتها فلن يستطيع.. نداء الصلاة ومضمونه يؤكد لسامعه ما يحث عليه ديننا الحنيف دين السلام ويرن صداه في أنحاء الكون ليتربع على عرش قلوبنا ويحيط كل خلايانا بالأمن ..
بدأ المشوار بترك سيارتهم بعيداً على بعد مئات الأمتار من مبنى السفارة، كانت تسير وهي تعتقد أنها ستجد ما يريحها بعد مشوارها الطويل للوصول إلى المبنى.. ثم تم أخذ الهواتف المحمولة من كل الموجودين وإبعادها عنهم زيادة في الأمن والأمان!
لا لن تذهب فقد أحزنها أن تترك هذا البلد الآمن وتذهب لبلد قد تصاعد العنف فيه حتى طغى على العالم بعد أن تغلغلت أفلام الانحلال والإجرام في كل القنوات وفي ألعاب الأطفال الإلكترونية.. وإن كان سبب السفر هو للسياحة والاستمتاع بمشاهدة بلد كانت في يوم من الأيام أجمل البلاد؟ لن تُغادر لبلد تُجري إجراءات راغبي السفر إليها في الساحة الخارجية للمبنى الذي اتخذ الموظفين فيه من صخور الزروع الجافة مكاتب لهم يملأ فوقها المراجع استمارات التأشيرة وعلى صخورها ينحني! هل هذا إذلال أم ماذا يمكن أن نُطلق عليه؟ ويا ترى من يخاف ممن؟؟
أحيطت كثيرٌ من الأماكن بالأسلاك الشائكة خوفاً على مغتربين جاءوا ليعيشوا بأمان بعيداً عن القتل والسرقة والانحلال الخُلقي وليحصلوا على رواتب تفوق كل تصور! معفيين من الضرائب، يكاد ما ينفقونه هنا لا يُذكر بما يصرفونه في بلادهم! تساؤلات كثيرة دارت في رأسها وتذكرت عندما زارت بلادهم لأول مرة في الثمانينات كيف كانت جميلة فقد كانت بحق بلد تحتضن الجميع، كان الذاهب إليها يتلقى أفضل العلوم كانت وجهة الجميع للتطور والتقنية وطلب العلم.. كانت التفرقة العنصرية وقتها قد بدأت تتلاشى..تذكرت أشياء كثيرة بحلوها ومرها ولكن كان مرها بنسب قليلة مقارنة مع الوقت الحالي.
لعبة المقاعد التي خُصصت لها إحدى الموظفات لتوجه بعض المُراجعين بالانتظار جالسين فوقها فإذا تم استدعاء من يجلس في طرف المقعد للذهاب من أجل أخذ بصمة عينية وأصابعه وكفيه..يتم طلب الشخص التالي أن ينتقل ليجلس مكان من غادر وعلى ما يبدو كان هذا هو تُخصصها لتسلية المنتظرين بلعبة المقعد الخالي؟. أخذت تحلل هذا التصرف، فهي المرحة التي لا تغادر الدعابة شفتيها وقد اعتقدت أن هذا التصرف ما هو إلا نوع من التشجيع لممارسة الرياضة! وأخذت تكتم ضحكة تكاد تُطلقها.. مُفضلة النظر والتأمل فيما يحدث على أرض بلادها وتساءلت مراراً وتكراراً من يخافُ ممن؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *