من يحمي هؤلاء الضعفاء؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
الإنسان كرمه خالقه وحمته جميع القوانين الوضعية في ماله وحاله من أي تعدٍ أو انتهاك لحقوق هذا الإنسان الفرد وتشدد الحماية وتتفاقم ردود الفعل إذا كان الانتهاك ضد مجموعة من الناس لا حول لهم ولا قوة في ما يصيبهم من امتهان أو ظلم سوى أن من يظلمهم لا يجد من يحاسبه بل يعاقبه.
سوف أذكر بعض الأمثلة التي تمارس في مجتمعنا والتي تحتاج من يجيب على عنوان المقال بالقول أنا أو نحن من كلفنا ولي الأمر بحماية هؤلاء وسوف نحميهم بالفعل وليس بالقول.
1. من يحمي المواطن أو المقيم من أصحاب وكالات السيارات التي لا تعترف بمسؤولياتها أمام العميل، تبيع السيارة بأرباح فلكية عن تكلفتها الكاملة، لا توفر قطع غيار كافية وعليك الانتظار بدون سيارة لحين وصول القطعة، يدعون الإصلاح وتدفع ويتضح أن العطل لم يصلح أو تفاقم فتدفع مرة أخرى لأن كلمة سوء استخدام تقال من الشركة ويقبلها الجميع إن وجد مهتم يسألهم في حين أنه لايوجد من يستطيع أن يؤكد أو ينفي إدعاء الشركة فنياً ومتاح للجميع.
2. من يحمي المساهم في الشركات المساهمة أثناء الطرح والتشغيل؟ يسوف عليهم بوضع الشركة قبل الطرح وتبدد مصالحهم أثناء التشغيل سواء لعدم صلاحية الشركة للطرح أو من خلال مصروفات غير مبررة وبالذات الدعائية والتي احياناً تشاهدها من غير معنى أو في الوقت غير المناسب ولكن صرفت لها الملايين، اعضاء مجالس الإدارة يأخذون رواتبهم العالية ومميزاتهم الكبيرة وتبرأ ذمتهم دون أن تسألهم جهة محايدة عن النتائج أو اسباب ترديها؟ الشركات المساهمة كما يقول المثل الشعبي\” مولد وصاحبه غائب\”.
3.من يحمي عميل الشركات الخدمية التي تسمى وطنية و آخر همها المواطن ويساعدها في ذلك النظام بحيث تستطيع أخذ ماتريد بصرف النظر عن الأحقية ولديها كل الوسائل لإجبارك على الدفع؟ في حين أن المواطن يعرف أنه سيضيع وقته وباقي المال إذا فكر في البحث عن حقوقه لديها، تعرفون من أعني، اولئك الذين يربطون اسمهم باسم الوطن وتصرفاتهم تمغص البطن.
أعتقد أن المواضيع الثلاثة تكفي لمعرفة مثيلاتها، وهنا اتساءل هل شوية المنتفعين أهم من الموطنين ومن باقي البشر الذين في المثالين الثاني والثالث هم العملاء الذين يدفعون ولا يأخذون ما يستحقون؟ هل نعرف أنه وفي زمن المعلومات سوف يستنكر أبناؤنا سواء المبتعثين أو الباقين هذه التصرفات ويستغربون استمرارها؟ هل نقول لهم الحقيقة أم نكذب عليهم وهم يعلمون؟ هل نفتقر للجهات الرقابية التي تستطيع كشف هذه الممارسات الاستهتارية وتحديد المستهترين؟ للذكرى فقط، سوف تعلق حقوق الناس في رقبة كل مسؤول ولن يسامحه فيها غير أصحابها والموت قد يأتيه في أية لحظة، ومن يجمع لهم المال من العيال سوف يستمتعون به في حين أنه سوف يحاسب عليه لأن الخالق سبحانه لا يظلم مثقال ذرة. كلنا يبحث عن الفائدة بشرط أن لا تكون سبباً في الاساءة للوطن أو البشر.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا
التصنيف:
