من يحكم أمريكا .. سيدة الألوان أم رجل الكاوبوي؟
![• ناصر الشهري](https://archive.albiladdaily.com/wp-content/uploads/2015/01/04.jpg)
مسافة من الأرقام في نسبة السباق إلى البيت الأبيض 52 هيلاري – 40 ترامب حتى أمس السبت في آخر استطلاعات تشير إلى تقدم السيدة “المتلونة” في التعامل مع السياسة الأمريكية في الداخل والخارج..والرجل المتهور في مقدمات تشير إلى التغيير بخطاب الاستفزاز ومخاوف الممارسة. خاصة وقد اتفق الكثير من شركاء صناعة القرار والمراقبون في واشنطن مع ما قالته منافسته الديموقراطية على أنه ليس الرجل الذي يمكن أن يؤتمن على المفتاح النووي.
وقد كانت مثل هذه المواقف قد تعرض لها المرشح السابق جورج مكين الذي كان لا يقل استفزازاً عن ترامب.
غير أن الحالة التي يمر من خلالها الحزب الجمهوري وهي فقدانه للبيت الأبيض منذ نهاية عهد جورج بوش الابن. قد زادت من وتيرة الإحباط التي أدت إلى تغيير أسلوب الخطاب لكنه خطاب ارتبك في أكثر من جولة على مدى السنوات الماضية. وفي الوقت نفسه، اصطدم الحزب بوضع مختلف فرضته متغيرات الشرق الأوسط وتعقيدات صعبة في ملفات قضاياه والتي انعكست بطبيعة الحال على حالة الاتحاد التي كانت ترى أن الديموقراطيين كانوا ومازالوا أكثر أمناً خاصة من الناحية الاقتصادية بعيداً عن “الكاوبوي” الجمهوري الذي كان قد فرض المغامرة وانعكاساتها من بوابة غزو العراق. لتكون تداعياتها أكثر خطراً على الأمن القومي الأمريكي.
وهو ما جعل الأول يدخل المرحلة في تحولاتها الجديدة خاصة في الشرق الأوسط بطريقة خجولة لا ترتقي إلى حد الاندفاع إلى ما هو أبعد من المشاركة وذلك طبقاً لما حصل في حملة الناتو فوق ليبيا وفي سوريا والعراق. ولم تكن مواجهة أوباما أكثر من خطابات منابر لا تتجاوز الاستهلاك أمام التصعيد المتفاقم في منطقة ملتهبة لا يستطيع أن يكون له أي دور في إطفاء نيرانها التي كان قد اعترف بأنها ستكون بعيدة وتحتاج إلى سنوات طويلة حين أشار إلى توسع نطاق إرهاب داعش في عالم اليوم وهو ما جعل رونالد ترامب يصب جام غضبه في حملته الانتخابية على أوباما.. حيث وصفه بأنه من قام بإنشاء داعش. وأنه لم يستطع أن يواجه التنظيم في وقت مبكر.
كلام أيضاً لا يرتهن إلى الحقيقة وذلك لأن حزبه لم يستطع القضاء على القاعدة في وقت مبكر حتى بعد مركز التجارة العالمي. ثم أليس الحزب الجمهوري من خلال بوش الأب هو الذي كان قد أنشأ القاعدة في افغانستان التي امتدت من بشاور إلى الشيشان ثم توزعت بعد ذلك في شرق أوسط كونداليزا رايس.
لتطير بعد ذلك إلى عدة عواصم عالمية توزعت الدماء مع الكثير من المنظمات المماثلة التي أصبحت داعش تتصدرها في المشهد وحجم النفوذ. ومن ثم فإنه لا يمكن القول أن أحداً من الديمقراطيين القادمين إلى البيت الأبيض في فستان نسائي يرتدي معطف الألوان المتعددة لسيدة تعودت على المراوغة والدخول من باب والخروج من الآخر في خطاباتها السياسية خاصة بعد فضيحة التعامل مع أخوان مصر.. ولا ترامب في كل جنونه واسقاطاته التي تحاول رفع شعار المنقذ الكبير لما أفسده الديموقراطيون.. ولكن الواقع والقادم وما تقدم وما تأخر تؤكد جميعها اهمية الاستثمار في الحروب..وأن “البيض الأبيض” قد أصبح أكثر فائدة كل ما تكاثر تفريخاً في خارطة المنطقة العربية تحديداً. وذلك لما له من تأثير على شراء الأعلاف التي تمثل صفقات الأسلحة ودعم مبيعاتها من داخل البيت الأبيض!!.
[email protected]
Twitter:@NasserALShehry
التصنيف: