[ALIGN=LEFT][COLOR=darkblue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

عندما طرح السؤال في ذلك المساء المفعم بالإخاء ذلك الرجل الأنيق الهميم : لماذا نحن لا نقرأ لبعضنا البعض، فالقارئ في الوسطى لا يقرأ لكاتب في الغربية أو في الشرقية فضلاً عن الجنوب والعكس بالعكس صحيح؟ ما هو السبب في هذا التجافي؟.
طرح السؤال على مجموعة من الذين اكتظ بهم ذلك المجلس الأسبوعي : فكانت الإجابات متعددة وإن صبت في معظمها إلى عدم ترسيخ القراءة لدى الشباب منذ الصغر حيث انعدمت – المكتبة – المدرسية وغاب القدوة في القراءة، لكن كانت هناك إجابة صارخة تقول :
إن الشباب يقرأون لكنهم انصرفوا عن القراءة \”المحلية\” عندما فقدوا المصداقية فيما يقرأون فانصرفوا عن القراءة هنا ولكنهم يقرأون ويشاهدون كل ما يأتي من الخارج ، حيث أن الابن قد لا يقرأ لوالده لعدم المصداقية التي يشعر بها عند والده على أن هناك سبباً آخر أكثر خطورة وهي ظاهرة التباعد التي يعيشها مجتمعنا حتى أصبحنا نكاد أن نكون نعيش داخل جزر من الزيت تفصل بيننا بهذا \”التلاحي\” الذي نمارسه مع بعضنا البعض وبهذا \”التنافر\” والتباعد وهذا الشعور بتقديم أحقية – القبيلة – أو القرابة على اتباع – الحق – وضرورة قيام العدل بين بعضنا البعض يحدث هذا ونحن نعيش على أرض حباها الله بان تحمل أقدس رسالة تدعو للإخاء والصفاء وشرفها بخدمة الحرمين الشريفين ويسر لها قيادة واعية ترعى حقوق الإنسان وتصونها فلماذا يعيش البعض هذا الوضع المؤلم؟
لقد تباينت الآراء ليلتها ولكنها في النهاية اتفقت أن الأمر يحتاج إلى إعادة صياغة للمجتمع وذلك عبر مزيد من الحوار ومزيد من الرعاية والاهتمام بالمنهج الدراسي الذي يجب أن يلقن الطالب لغة الحوار ومحبة الآخر ورعاية هذا الوطن الغالي والحرص عليه وتذليل كل العقبات التي قد تقف أمام تطوره وازدهاره. وأن يكون تقديم \”الوطن\” قبل أي نعرات قميئة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *