[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد العزيز أحمد حلا[/COLOR][/ALIGN]

صناع البطالة فى بلادنا كثيرون بدءاً من الشباب إلى الأسر إلى أصحاب الأعمال إلى الشركات والمؤسسات الصناعية الصغرى والكبرى إلى المجتمع اللاهي عن هذه السوسة التى لازالت تنخر فى العصب رغم أن العلاج متوفر وفى متناول الجميع ومادام العمل موجودا فلِمَ البطالة ؟ .. قد تكون هنا وفى هذا السؤال الحائر الشعرة التى ألقت بالبعير إلى الهاوية وقبل أن اشرح الأسباب والمسببات التى ادت إلى استفحال هذه القضية أود أن أشير إلى أن أصحاب الاحتواء فى لملمة القضية من أطرافها هم طرفان لاثالث لهما –الأسرة والمجتمع – وإذا أخذنا اهتمام الأسرة بمفردها فى هذا المجال نراه يطرق السلبيات دون قصد فى حالة التوجه السليم بمعنى أن الأسرة إذا اهتمت بابنها وأوصلته إلى أعتاب التخرج فى مجال من المجالات وجاء ليطرق المجال العملي ولم يجد فى العمل مجاله الدراسي أو المهني التخصصي واستشار جدلا الأسرة أشاروا عليه أن لا يحيد عن تخصصه ويتمسك المسكين برأيهم ويزيد عددا فى قائمة البطالة ثم يأتى دور المجتمع السلبي ليشارك بأمر غير مباشر فى تضخم القضية بعدة عوامل أولها واهمها انعدام التوعية بطرقها المعروفة ثانيا: عدم تأمين الأعمال التخصصية لانضباط الأعمال حتى تسير فى مسارها الصحيح ثالثا : عدم تطويع الأعمال الموجودة على السطح و المغايرة للفرد لتقريب وجهات النظر المختلفة . وهذا السلوك لم يكن حديثا حتى نطالب التفنن فيه بل لو نظرنا لمعظم المخترعين لوجدناهم برعوا ولمعوا فى تخصصات غير تخصصاتهم. لذا أود أن أغرس هذا المبدأ فى عقول تلك الأسر التى لازالت متحجرة فى هذا الناحية .
لقد سألني أحد الشباب وقال أنا تخرجت من كلية الهندسة وحاليا لا يوجد عمل ينطبق على تخصصي ووجدت عملا فى الفندقة . هل انخرط فيه . قلت توكل على الله . قال ولكن لا أفهم فيه شيئا . قلت ستتدرب مع زملائك ومع صاحب العمل وستسير فيه بإذن الله لكن بشرط قال وما ذاك ؟ قلت مخافة الله والإخلاص فى العمل . وهو الآن يقود فريقا كاملا فيه بجانب عمله الهندسي الذى توفر له مؤخرا ودار فكرى أيضا فى هذا الإطار حول ذلك العامل الذى أتيت به ليصلح عطلا كهربائيا واستشرته فى نهاية العمل بأن يدلني على سباك فقال أنا اصلح لك ما تريد من أعمال السباكة والنجارة أيضا فمن أين اكتسب هذا الرجل كل تلك المهن وهو ضعيف الهيئة لكنه جيد الصنعة .. هو اكتسبها كما قال من الإقدام والرغبة فى العمل وكره البطالة الذاتية وليت شعري لوكان هذا المثال وطنيا وان كان موجودا فهو نادر ولا نريد لهذا السبك الواقعي أن يمد بظلاله إلى الجذور حتى يكون بمقدورنا التوجه إلى الطبقات الفاعلة لنقول لهم كفاكم فتاوى اجتماعية فجة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه . أيها الشاب ويا أيتها الشابة . قال حبيبكم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم : رحم الله امرءاً بات كالا من عمل يديه : علاوة على أن العمل عباده أمر به رب العباد فى قوله الكريم : قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله الآية : ولا أخال أن هذه القواعد الشرعية من الكتاب والسنة تغيب عن الناس ولكن الغائب عنهم الوعي فى تدبرها ومن هنا انتقل إلى من ولاهم الله مسؤولية انضباط العمل بين العامل وصاحب العمل وقد يكون المتصدر فى هذا المجمل وزارة العمل فلا يجوز لهم أن يتركوا السائب للسائب ويتمتعون بمكاتبهم الفاخرة إن المسؤولية فى هذا المجال وغيره كما قال المسؤول الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله \” المسؤولية تكليف لاتشريف \” ولهذا أصبحنا لا نستغرب إن رأيناه فى الأسواق وفى الأعمال وبجوار العاملين ويزور بيوت الفقراء والمحتاجين ويتلمس حاجاتهم عن قرب.
فما عذركم أيها الأخوان يا من ولاكم الله مسؤولية الإشراف على المهن والأعمال التى يتكسب الناس منها أقواتهم .لا نريد محاضرات ولا نريد كلمات رنانة نريد الدخول فى المجال العملي بكامل الثقل . أريد إرادة مواطن عادى من معالي الوزير القصيبي تلك الجولات الصحية بأن تكون مهنية عملية صرفة حتى ينطبق ما يقوله على السوق المهني المرير .
يا وزارة العمل ويا وزارة التجارة ويا أمانات المدن ماذا انتم فاعلون فى موظف أو موظفه فى القطاع الخاص حصلوا على المؤهل الجامعي وراتبهم ألف وخمسمائة ريال بل ولا يتجاوز الألفين وغلاء الأسعار على اشده . اكرر ماذا انتم فاعلون . اخترقوا حاجز الصمت لو سمحتم واسمعونا أصواتكم .. وبعدها أجيبونا على هذا السؤال بكل شفافية من صنع البطالة ؟.
المدينة المنورة : ص.ب:2949
Madenah-monawara.com

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *