من ذكريات الصحافة قبل 30 عاماً .. التنسيق في الصحافة مرفوض.. الرياض تنفرد بحديث الأمين بحضور صحيفة أخرى

• خالد محمد الحسيني

[ALIGN=LEFT][COLOR=darkblue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

في قوانين وعرف العمل الصحفي لا يجوز بأي حال من الأحوال كشف تحرك الصحفي ومصادره وأعماله لأي زميل آخر وهو ما يعد استهانة وعدم أمانة وخرق لواجبات الصحافة.

حديث أمين العاصمة
مع انتقالي من صحيفة \”الندوة\” إلى مكتب صحيفة الرياض في مكة المكرمة منتصف عام 1402هـ.. صدر الأمر بتعيين الأستاذ فؤاد محمد عمر توفيق أمين العاصمة المقدسة فالتقيت به واتفقنا على إجراء أول حوار معه لصحيفة الرياض وكان يسكن في فندق انتركونتنتال في مكة واتفقنا أن يكون موعد اللقاء بعد مغرب أحد الأيام.
رغبة صديقي
علم أحدث أصدقائي وزملائي في \”الندوة\” برغبتي الحديث مع أمير العاصمة وطلب مني أن نجري الحديث سوياً واحسست بالحرج لكنني وعدته خوفاً من أن يتسرب موعد الحديث لصحيفة وجهزت أدوات الحديث مصور- مسجل- أوراق، وذهبنا سوياً إلى حيث موعد أمين العاصمة وكنت قد أعددت اسئلة وأجريت الحديث وعملت على إعداده للنشر في نفس الليلة وبعثته للرياض للنشر يوم الاثنين وكان الحديث قد تم في يوم السبت.
معذرة يا صديقي
وحقيقة لا زلت حتى اليوم كل ما قابلت هذا الزميل يذكرني بفعلتي .. إذ حددت له يوم النشر وهو الثلاثاء واتفقنا أن ننشر الحديث..
(أمين العاصمة المقدسة للرياض والندوة في أول حوار له)
لكنني طلبت من الرياض النشر يوم الاثنين ونشر الحديث في الرياض على صفحتين \”أول حوار مع أمير العاصمة للرياض\”.
اتصل بي صديقي وكان في وضع حرج مع الأستاذ حامد مطاوع الذي نقل له صديقي أن الندوة والرياض سوف تنشر الحديث يوم الثلاثاء وفوجئ بالنشر الاثنين وما كان أمامي إلا أن أضع اللائمة على الزملاء في الرياض والذين نشروا الحديث قبل يوم من موعده.
وأنا اشعر بخجل شديد.. لكنني كنت أتمنى في داخلي لو أن زميلي قدر الموقف وأنه لا يمكن أن اسمح له بنشر الحديث مع صحيفته خاصة وأنا صاحب فكرة الحوار مع المسؤول ومن عمل على إعداد الحديث للنشر وقلت لصديقي بعد سنوات:
\”يا عزيزي ألا تعرف أن التنسيق في الصحافة مرفوض؟!\”
العجلة والحديث الهام
لكنني وقعت من حيث لا أدري بعد أن بعثت للرياض خبر كنت شاهد عيان \”وحيد\” له وهو أثناء تواجدي للسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله في مقر الصفا في مكة المكرمة في أحد أيام العشر الأواخر من رمضان ورأيته يشير من خلف \”الزجاج\” المطل على ساحة المسجد الحرام ومعه بن لادن وأمين العاصمة وعدد آخر. وعلمنا من أحد الموجودين أن الملك أمر الآن بعمل \”نفق\” في منطقة السوق الصغير والجهة الجنوبية وبعثت خبر للرياض ونشر في الصفحة الأولى 8- عمود والرياض تنفرد بنشر أمر الملك فهد بشق نفق في السوق الصغير بجوار الحرم..
ووقعت من حيث لا أدري إذ التقيت في الساعة العاشرة مساءً بعدد من الأخوة الاعلاميين في منزل الصديق الاعلامي محمد أحمد الحساني ومن بينهم زميلنا الدكتور في ما بعد عبدالله حريري وقلت له أين أنتم في الندوة عن خبر تنشره الرياض غداً عن \”نفق السوق الصغير\”.
بل ونقلت له تفاصيله وكنت لا أتوقع أن ينشر في الندوة إلا أن \”الحريري\” خرج وأعلم الأستاذ حامد مطاوع يرحمه الله بالأمر وعمد الأستاذ بطبعة ثانية نشر في صفحتها الأولى أمر الملك بإقامة النفق.
ولم أصدق عيناي وأنا أرى في اليوم الثاني الخبر في الندوة وإن جاءت الرياض بتفاصيل عنه.. لكنني لمت نفسي وتسرعي وعجلتي التي أوقعتني من حيث لا أعلم.
وهو ما تعلمت منه درساً هاماً بعدم تسريب أي معلومة عن النشر مهما كان الوقت خوفاً من استغلالها وكأني بالأستاذ حامد يرحمه الله يقول لي: واحدة بواحدة .. مذكراً بقصة التنسيق في حديث أمين العاصمة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *