من المحبرة .. هذا (رُصّ كلام)

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

صدمتني عبارة مكتوبة على \”ديوان\” شعر تقول تأليف فلان..
توقفت عند كلمة \”تأليف\” فهذه الكلمة تعني أو ترمز إلى أن الانسان الذي يقوم بتأليف بعض الأجزاء المتنافرة ويؤلف بينها هو من تُطلق عليه هذه الكلمة. أي أن هناك أشياء متقاطعة وهو يقوم بربط بعضها البعض ويخلص في النهاية إلى شكل معقول ومقبول. وهذا العمل فيه صنعة أكثر مما فيه إبداع. فبعض الكتب النثرية ينطبق عليها هذا الوصف فلا حرج لكونها في الغالب الأعم تخلو من أي إبداع. فأنت تقرأها كأنك تقرأ في شيء لا روح فيه. إنه صف كلام وربط جمل وتزاحم حروف.. هذا النوع من الكتب بالفعل يحتاج إلى \”مؤلف\” ليقال \”تأليف\” فلان فهو من الكتب من المستساغ أن تطلق على صاحبه لقب مؤلف.. لكن غير المستساغ ولا هو المقبول أن يقال أو يكتب على ديوان شعر من تأليف فلان. فالشعر إبداع كما القصة أيضاً ابداع. وهذان الجنسان من الأدب بالخصوص لا يكتب عليهما كلمة \”تأليف\” ولكنني عندما تصفحت ذلك \”الكتاب\” الذي أراد صاحبه أن يسميه شعراً، وجدته صادقاً دون أن يعي أن ذلك الكلام هو كلام \”مؤلف\” إذ لا إبداع فيه أبداً، إنما هو شيء من النظم المرصوص بصدر وعجز وقافية، لكن تلك القدرة على التحليق بك في جمال الصورة أو تداعي المعاني أو إشراقة العبارة فلا شيء من ذلك موجود فيه. وهو ينطبق عليه ذلك القول: طحينة تمر هندي.
فهذا الكلام المحشو بين دفتي ذلك الكتاب الذي أراد صاحبه أن يسميه شعراً أو هو أعتقد أنه شعر قد صدق عندما وصمه بكلمة \”تأليف\” فهو بالفعل \”تأليف\” حروف متنافرة ربطها بشكل غير عفوي أراد منها أن تكون شعراً ولكنها لم تكن!! فالشعر كما قيل:
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فليس حرياً أن يُقال له شعر

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *