من المحبرة … ليالي الأنس

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمدحسون[/COLOR][/ALIGN]

هذه \” فيينا \” المدينة التي صورها لنا كتاب الرحلات بالمدينة الهادئة والقادرة على صنع الجمال ..والموسيقى التي تتغلغل في مسام أرضها ..مدينة ناعسة على نهر الدانوب ..شديدة برودة الطقس ..تلك البرودة التي تجعلك تشعر بالحياة رغم قسوة
تلك الريح التي تتخلل فتحات أنفك ..وتلسع أطراف أذنيك ..فتشعر بلذة وأنت تفركها .هذه المدينة ..التي ..تأتيك من خلف غمام التاريخ مدينة مفعمة بكل ما هو باهر ..ومبهر ..
على أحد أرصفتها ..كان ذلك الرجل ممسكاً بآلة الكمان ..يعزف جزءاً من سيفونية \” لبيتهوفن \” حوله التف بعض \” الحالمين \” يستمعون إليه في إعجاب ..فتتساقط في ذلك الإناء الموضوع أمامه بعض من النقود ..في هدوء ..لا تسمع صوتاً مرتفعاً قد يزعجك كأن الناس هناك نسوا \” ألسنتهم \” في منازلهم أو بلعوها في لحظة رضا منهم .
تساقط أوراق الشجر ..أعطى للمدينة انطباعاً بأنها تعيش حالة تقشف ..وأنها تشكو جبروت هذا الجنرال \” ثلج \” الذي نتف كل اخضرار فيها ..فحولها إلى حالة قاسية من الشعور بالعراء ..ولكن نفوس أهلها عامرة بكل السماحة ..والطيبة وأناس يعطونك انطباعاً بأنك منهم وأنهم منك ..لا ينفرون منك ..ولا تشعر في داخلك بالرغبة في النفور منهم وذلك جمال الحياة .ألم يقولوا ليالي الانس في \” فيينا \” .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *