من المحبرة .. شعراء ونقاد
من بدهيات الإنسان المثقف.. أن يكون عفيف اللسان.. ºº نظيف مخارج الحروف.. فليس متقناً للكلام ذلك الكاتب \”النحرير\” وهذه \”النحرير\” ماذا يقصدون بها ولا ذلك الشاعر المبدع الذي تغطي قصائده كل أشعة الشمس.. ولا ذلك الناقد الذي يبهرك باستخراجاته النقدية.. فهؤلاء إذا ما فقدوا عفة اللسان.. ونظافة الحرف عند خروجه من أفواههم.. فهم ليسوا كتاباً ولا شعراءً ولا نقاداً؟
لقد سمعت ذات مرة لأحد الذين يتعاطون الشعر.. وهو يدخل في \”جدال\” مع أحدهم.. واصابني بالذهول وأنا أسمع ذلك الكم الهائل من الالفاظ البذيئة ومن ذلك القول الرخيص.. حتى قلت لأحدهم عما سمعت.. وأنا شديد الأسف والاستنكار لما حدث فقال لي وكأنه يسخر من معرفتي.. عندما قال لي وهل تعتقد انه \”شاعر\” اويعرف يرص بيتين صحيحين من الشعر.. أو ان يكتب مقالاً له قيمته.. ان ما تقرأه لا يمكن ان يقوله إنسان ويقول تلك الالفاظ التي ذكرتها لي الآن.
كنت استمع الى صديقي \”الفهيم\” هذا.. في صمت وإعجاب أيضا لأنه ذكرني بتلك المقولة الجميلة: لا يمكن للإناء النظيف أن يخرج منه الرديء.. ألم يقولوا: كل إناء بالذي فيه ينضح؟.. عندها صمت.. وقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون.. نعم لقد استرجعت لأنني اعتبرت ذلك الشاعر عفواً أو ذلك \”المتشاعر\” قد مات في داخلي.
التصنيف: