من المحبرة .. رحمك الله يا خديجة

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

ذات يوم في عام مضى حدثتكم عن \”خديجة\” تلك الإنسانة التي كانت تمثل \”الفنار\” لمن حولها فترسل أشعة ضوئها نحو البعيد لتتحول اليها كل المراكب التي تتجاذبها الامواج فيعرف – ربانها – انه في المكان الصحيح.. والاتجاه الصحيح، كانت \”خديجة\” لا تفارق تفكيري ولا تغيب عن ذرات نفسي أبداً، كنت اراها اللحظة بذلك الشموخ وبتلك النظرة الفاحصة للاشياء وهي تحنو على صغارها فترسل وهجا اليهم فتضمهم في حنان لا أرق ولا أجمل منه، كانت قليلة الكلام كثيرته في صمتها، لا تعرف للحقد مكانا في قلبها وذلك لقدرتها على المواجهة غير الجارحة ذات يوم وفي لحظة شاردة من لحظات الانسان المغرقة في الهدوء قالت، عليك ان تكون اكثر قبولا للآخر مهما كان ذلك الآخر معك \”قاسياً\” لان القسوة لحظة طارئة فالاصل في الانسان \”اللين\” مهما بدا لك عكس ذلك.
ياه.. اذكر عندما كان ذلك الصوت الحنون ينبعث من ذلك المذياع – القديم – في بيتنا القديم في ذلك \”الحي\” القديم. ست الحبايب يا حبيبة، كنت احتمي بها ذوباً كأن الصوت يحرضني على المزيد من القرب منها.. نعم انها \”أمي\” التي لم أجد يوماً من يكفيني حدبها وحبها وودادها، دعيني أعطيك باقة من فل العوالي ونعناع قباء ودوش ونوامي قربان وعطرة العيون فأنت لا تجدين لذة المعنى الا فيها وبها مجتمعة رحمك الله يا \”خديجة\”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *