من المحبرة .. (خذ قوله ودع عمله)
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
يقول الأخ أحمد عبدالله بأنه كان من أشد المعجبين بأحد الكتَّاب وكان يتابع كل ما يكتبه وما يكتب عنه بلهفة واحتفاء لا يوصف. ويتمثل أفكاره التي يكتبها أو يتحدث عنها ويقول يتلبسني الجزع والخوف إذا غاب قلمه ولو ليوم واحد. وكنت أتمنى لو كان هو أبي لأسعد بهذه المثالية التي هو عليها. وصدقني لقد كنت لا أرى الدنيا إلا من خلال أفكاره وما يقوله فأترسمه في مقالاته وأعجب بنظرته للحياة والناس وكنت قرير العين هانئ البال مطمئنا بأننا في خير وإلى خير طالما هناك مثل هذا الكاتب الكبير الذي يستطيع أن يقول الحق ويجهر به ولا يهمه في الحق لومة لائم إلى أن كان ذلك اليوم الذي لا أعرف كيف أصفه أو أصف الحالة التي كانت عليها نفسي وأنا استعد لمقابلته التي حفيت أقدامي حتى استطعت أن أحصل على موعد معه. لقد سهرت الليل كله وأنا \”ازوِّر\” في نفسي الكلمات التي عليّ أن أقولها والكيفية التي تأتي فيها وكنت سعيدا وأقول في داخلي كأنني مثل أحمد رامي عندما كتب قصيدته الشهيرة \”رق الحبيب\” ويتردد صداه في أذني: عندما قرب ميعاد حبيبي ورحت أقابله. مع الفارق هنا بين ما عناه \”رامي\” وما أنا ذاهب إليه. نعم إنني لا أريد أن أعطي للأمر شيئا من الخيال, فلا أطيل عليك في الوصف. التقيت به في اللحظة المحددة ولكنني لم اجرؤ على أن أخاطبه بل رحت أتابعه من بعيد وإذا به يفاجئني بصورة مغايرة لكل ما كان في ذهني عنه لا حديثا.. ولا تصرفا لقد كان إنسانًا مختلفًا تمامًا عما يكتبه.
يا أخ أحمد ألا تسمع بذلك القول الجميل \”خذ قوله ودع عمله\”.
إنك سوف تفاجأ بكثيرين من أمثال هذا ليس في الكتّاب وحدهم ولكن في شرائح كثيرة من المجتمع الذين تسمع لهم ولكنك لا تقترب منهم لأنك إن فعلت سوف تصدم وتصاب بحالة اكتئاب.
التصنيف: