من المحبرة ..جلسة على شاطئ
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
بدأت بوادر \”الشتاء\” وأخذ شيء كأنه الهواء البارد يتسلل اليك فتشعر بالارتياح له وتستقبله بكل فرح ،فهذه الرطوبة تعلن انسحابها والاجساد أخذت في التخلص من لزوجتها.. وأنت في غمرة هذه المشاعر، فجأة يتحول كل شيء أمامك الى حالة باهتة لا طعم ولا لون لكل الذي تراه امامك ،\”فنوبة\” العطاس التي فاجأتك وارتخاء أطرافك وارتفاع درجة حرارتك لتعرف لحظتها ان \”فيروس\” الانفلونزا قد غزاك وتمكن منك وعليك ان تستسلم له. فلا يفيد معه أي عقاقير طبية ولا تنفع معه تلك القائمة الطويلة من النصائح والتي تحتوي على أنواع كثيرة من العصيرات والسوائل.
الانفلونزا تأخذ وقتها ثلاثة أيام بالعلاج وبدون علاج ثلاثة أيام. هكذا بدا لي وضع صديقي الذي لا يلذ له الجلوس إلا على كرسي ذلك المقهى على الشاطئ مستقبلا تلك \”النسمات\” والتي يعطيها كل صدره. فالجلوس على الشاطئ وعلى حافة البحر إحدى المتع التي يحرص عليها صديقنا ذاك وليس هو الوحيد في ذلك فهذه الكتل البشرية التي بدأت تزحف على البحر آخذة أماكنها على \”الأرصفة\” بعد أن هجروها لشدة الرطوبة التي تجتاح \”جدة\” في أغلب أيام العام.
هذا الصديق عندما أصيب \”بالانفلونزا\” وتحول انفه الى \”حجم ولون الطماطم\” راح يصرخ فرحاً بما اصابه قائلا:
أهلا بها طالما لن نحرم من الجلوس على البحر في هذا \”المركاز\” بسبب \”الرطوبة\”.
مع ذكر \”الشاطئ\” والجلوس على \”كورنيشه\”.
هناك شكوى من رواده في عدم أو ندرة دورات المياه العامة على الشاطئ وهي من أبسط الخدمات التي يجب أن توفر لهؤلاء المحتشدين على أرصفة البحر شماله وجنوبه في ليالي الشتاء والربيع والخريف والصيف ،إنه مطلب حيوي وإنساني أيضاً.
التصنيف: