من المحبرة .. تلك الليالي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
. . كانت المدينة المنورة تعيش ارهاصات حياة جديدة . . بهذا التوهج الايماني الذي يغطي كل فضائها . . وذلك الانتصار الذي تعيشه وهي تزهو بهذه الرسالة الخالدة التي اخذت تترعرع على هضابها . . ويصدح صوت الحق على أطامها . . وتردد صداه . مزارعها . . وتتغنى به جداول مياهها . .
ذات يوم من أيامها الفاصلة في تاريخه . . وتاريخ ـ الرسالة ـ صحت على قرآن يتلى \”
\” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون \” كانت الآيات \” النور \” تأخذهم الى شفافية الروح ليعيشوا لحظة من اقدس اللحظات . . ليتخلصوا من نهم الحياة . . والبعد عن متعها . . تلك المتع !! التي لا تتغير عن حبات من تمر . . وحسوات من لبن . . وحفنة من دقيق . . وشربة من ماء .
هذه هي متع الحياة لديهم في احس صورها ليدعوها . . ليزهوا بذواتهم . . ويرتقوا بأنفسهم إلى خالقهم . .
كانت تلك اللحظة التي يعيشونها هي ذروة السمو الروحي . . ليذهب بعضهم في البحث عن مزيد من الثواب ان يمتد صيامهم الى وقت متأخر من الليل : ليقول لهم الرحمة المهداة :
\” عجلوا الفطور واخروا السحور \” .
او كما قال : أي اذا دخل الليل افطروا مشيراً الى الآية الكريمة :
\” واتموا الصيام الى الليل \”
هكذا يأتي هذا الشهرالكريم بكل مافيه من صفاء للروح . . وتنظيف للجسد يجلعنا اكثر قدرة على فهم معانيه التي تتخطى الامتناع عن الاكل والشراب . . بأن تصوم جوارحنا وتسمو تصرفاتنا . . وأن يرحم الله اولئك الذين افتقدناهم هذا العام بعد ان كانوا ملء السمع والبصر . . وداعين الله لهم المزيد من الغفران في شهر العفو والرحمة .
ففي هذه الايام الأواخر من هذه الليالي العظام لندعو الله لهم ولنا بالصفح والسماح أنه مجيب الدعوات .
التصنيف: