من المحبرة اليمنية .. يا سامعين الصــوت
أتوقع من القراء أن يكتبوا تعليقاتهم على الجانب اليمني \” اليماني \” من هذه الزاوية على بريدي الالكتروني الذي يظهر في آخر العمود .مهم بالنسبة للكاتب أن يجد رد فعل أو صدى لصوته أو لمقولته .ففي نظريات الاعلام واحدة منها تقول \” إن الصوت لا وجود له إذا لم يسمعه أحد \” .
والمغنية اليمنية للأغنية الشعبية رددت دون أن يكون لها علم بنظريات الإعلام قائلة \” ياسامعين الصوت ردوا عليّ \” .هذا البحث عن صدى هو أصلا المعنى الحقيقي للوجود، هو البحث عن التواصل .فالانسان كائن اجتماعي يتواصل كثيراً مع ذاته ويحقق هذه الذات في تواصله مع الآخرين .
لهذا جاءت اللغات وكل حركات الاشارة البصرية والصوتية التي يصدرها الانسان في تحاوره مع الغير ليحقق أقصى توصيل لما يريد بالوسائل المتاحة .
والصحافة تجعل الكتابة كلمات مرسومة على الورق بها صوت غير مسموع تراه العين ويشعر به القلب ويستوعبه الذهن فيتحقق نوع من التفاعل السلبي أو الايجابي، يحتاج من القارئ مجهوداً أكبر للرد على نحو مكتوب عبر وسيلة متاحة للتواصل مع الكاتب .فإذا وصل تعليق واحد كان دلالة على حالة تفاعل واسعة أجهد نفسه صاحب التعليق كي يضمن أن تفاعله وصل، واكتفى عدد أكبر من المتفاعلين بهزة رأس أو حالة انقباض أو ارتخاء ذهنية ذاتية .
اليمنية واليمانية :
يقدم اليمنيون أنفسهم ويعرفون بها عبر القول \” يمني \” ولكن الأخوة من السعوديين يسمونهم \” يمانيين \” .ويحدث أحيانا أن تبدوا الكلمة غريبة على أذهان أصحابها حتى لو كان الأمر مجرد حرف واحد في الاسم . والقصة في أصلها تعود الى السائد وليس الى الصحيح لغوياً من عدمه .فالحديث النبوي للرسول الكريم \” صلى الله عليه وسلم \” الذي يقول \” الإيمان يماني والحكمة يمانية \” ، هو دليل على صحة التعبير المستخدم في السعودية لليمنيين .و يعود أيضاً الى التعبير الخاص بموقع الجزيرة العربية من جهاتها المختلفة فاليمنيون هم في الجهة اليمنى من الكعبة حيث يقع الركن اليماني أو الأيمن .كما هي الشام في الجهة الشمالية من الجزيرة، حيث كانت رحلة الشتاء والصيف المرتبطة بالجغرافيا والطقس، لأغراض التجارة .
في البداية والنهاية انها مجرد تسمية لكن الأسماء في أزمنة معينة تملك دلالات هوية مقبولة أو مرفوضة حسب وقع التسمية على الأذن أو الأشخاص والمكان الذي تصدر عنه .
التعارف طريق للمعرفة :
لمجرد أنني في الزاوية السابقة استللت من المحبرة اليمنية بعض قطرات من المعلومات الشخصية، فقد كانت المفاجأة أن الزميل الذي اتصل بي بشأن مقالاتي في صحيفة \” البلاد \” هو وزوجته من خريجي نفس الدفعة التي كنت ادرس بها في جامعة القاهرة .
زمن مضى ربما كنا فيه على مقاعد متجاورة، وربما تبادلنا دفاتر الملاحظات للمحاضرات، ثم
مضى كل منا في طريقه لتعود الطرق التي افترقت فتتقاطع من جديد ونلتقي .نواصل عبر زمالة الحرف وضع الكلمة جوار الأخرى ونسأل ترى ماهي أخبار أولئك الذين كانوا معنا؟ وأي أصداء تسمعها همسات خطواتهم في الطرق التي سارت بهم بعيداً عنا؟ هل يسمعوننا؟
وهل لأصواتنا عندهم مجيب؟
د .رؤوفةحسن
raufah@hotmail .com
التصنيف: