من المحبرة .. إيه على ذلك الزمان

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

كان رجلاً هرماً.. ظهره مقوس.. ولا أحدب \”نوتردام\” عيناه غائرتان ولكنهما كعيني \”الصقر\” على اطرافهما آثار السنين والايام.. لحيته تناثر شعرها الابيض على فوديه فاعطاه قليلا من المهابة.. وعروق يديه نافرة.. وهو يحمل بهما ذلك \”اللوح الخشبي\” المرصوصة عليه قطع الحلوى وبعض من حبات \”اللبان\” وبعض علب \”البسكويت\” ابو \”قشطة\” وعلب سجائر \”ابو وردة\” وابو \”جنيه\” وابو \”عروسه\” بدا لي وهو يدور بين كراسي \”الشريط\” في ذلك المقهى الذي يقع على مدخل مدينة النصر والانتصار \”بدر\” انه تخطى \”المائة\” من عمره. كان ذلك منذ اكثر من ثلاثين عاماً.
ذات يوم ونحن نأخذ قليلا من الراحة في ذلك المقهى بعد ان قطعنا ذلك الطريق \”المخيف\” والذي طحن.. الكثير من \”قاطعيه\” بين المدينة المنورة وجدة ومكة المكرمة بالتواءاته.. ومنحنياته.. ومنزلقاته الخطرة تلك \”المنزلقات\” التي كانت \”كالكماشة\” للسائقين خصوصا عندما تهطل الامطار اقول في ذلك المقهى وكان كعادته يدور على رواد المقهى عارضا عليهم ما يحمل: عنّ لي ان احاوره وكنا ايامها نقدم.. وجها من \”المجتمع\” في جريدة \”المدينة\” اسمه \”وجه من الشعب\” ورحت \”ادردش\” معه.. وقبل ان اسأله عن اسمه وحاله.. نظر اليّ قليلا وابتسامة خفيفة بدا لي كمن \”يسخر\” عندما قال لي كأنه.. يحدث \”نفسه\”:
ايه.. على ذيك الزمان \”ياوليدي\”.
قلت له ماذا فيه ذلك \”الزمان\”.
قال احمدوا الله.. لوكنا زمان ما كان في هذا \”المكان\” انسان: لقد أمنها \”بن سعود\” والامان بالله.
قلت ضاحكاً: هل رأيت احداً يقتل هنا امامك، وضع يده على وجهه وهو يقول الله يرحمنا برحمته ومضى من امامي.. الى \”مركاز\” اخر.. كأنه لا يريد ان يتذكر شيئاً مما كان.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *