من المحبرة .. أحدثكم عن صفية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
.. اليوم سوف أحدثكم عن \”صفية\” تلك المرأة التي اختصرت مشوار الحياة في قولة بسيطة \”انها زائلة\” هكذا راحت تقول في ذات يوم وانا أجلس بجانبها مخففاً عليها مما تعانيه من \”مرض\” استمر معها سبع سنوات قالت ببساطتها التي لا انكرها \”انها زائلة\”.
.. كانت – صفية – صنوة \”أمنا\” في كل شيء كانتا واحدة في اثنتين او اثنتين في واحدة لكنهما مختلفتان في ملمح واحد فقط كانت \”أمنا\” عاطفية جداً وكانت \”صفية\” \”جلودة\” تواجه الموقف بصبر واحتمال كانت قليلة الكلام لكن لا تفوتها \”النكتة\” النظيفة البريئة.
.. كانت \”صفية\” إنسانه قادرة على امتصاص أي موقف يمر بها أو تمر به لها حكمتها الخاصة التي تقوم على ان لكل شيء نهاية مهما طال الزمان، فلا تعرف هي لماذا يتزاحم الناس على التسابق في مشوار الحياة؟
.. كانت \”صفية\” مثل \”الفنار\” الذي يضيء حالك الظلام لنا كانت هي – أمنا – عندما فقدنا \”خديجة\” كانت امرأة لها وجدان واعٍ لا يعرف الحقد ولا السوء امرأة تقابل صعوبة الايام بصبر عجيب لا ينفد.
.. بوفاة \”صفية\” فقدنا \”أمنا\” من جديد لقد ذهبت وذهبت معها رائحة \”خديجة\” التي نشمها من مسافات بعيدة.. من اواخر وصاياها.
ادفنوني نهاراً وليس ليلاً.
كانت تقولها باحتساب ويقين لا يلين، رحم الله والدتنا الثانية \”صفية\” وأسكنها فسيح جناته وجمع بينها وبين من تحب في واسع رحمته انه سميع مجيب.
\”إنا لله وإنا إليه راجعون\”
التصنيف: