من المحبرة .. آه من قلب باريس

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

أن تكون في \”باريس\” ثم تذهب الى أي مكان حتى امريكا بكل تقدمها العلمي وبكل فخامتها في ادواتها فإنك تجد نفسك فاقداً لشيء لا تعرف ما هو؟ بالضبط هل هي الألفة السريعة مع هذه المدينة. أم هو قدرتها على أن تجعل منك واحداً من نسيجها. أو أن \”عطورها\” تأسر فيك حاسة الشم فلا تطيب لك رائحة اخرى؟
انك لا تعرف قد تكون هذه الاسباب منفردة او مجتمعة هي التي تجعلك اكثر ارتياحاً وانت في هذه المدينة. التي تعطيك ذاتها بكل الرضا. وبدفء شاعريتها رغم غلائها \”الفاحش\” فتجعلك تنسى هذا \”الفحش\” في أسعار كل شيء فيها.
من شرفة فندق \”قراند هوتيل\” العتيق في تاريخه \”المودرن\” في خدماته دون الإخلال بقواعده التاريخية تبدو لك هذه \”المدينة\” التي لا تشيخ بان كل شيء فيها مرسوم بحكمة وان هذه الشوارع المتفرعة الى كل الاتجاهات وبهذا التشابك المنظم كل ذلك بأنها مدينة الاستحواذ.. الناس هنا عكس امريكا هذه \”المهولة\” في كل شيء ابتداءً من طبق \”الاستيك\” الضخم الى شوارعها الواسعة الطويلة العريضة التي لا تجعلك تشعر بحميمية الناس فيها فكل واحد هناك تشعر انه يعيش في جزيرة منفصلة عن الآخر في \”باريس\” عكس ذلك الناس متلاصقون تلاصق هذه الزهور في اوانيها وتقارب هذه المقاعد على مقاهيها.. وفي أزقتها الضيقة ولكن في تنظيم باهر وبهذه الشرفات المرصعة بألوان الزهور وشتلات الورد. كل ذلك يعطي \”باريس\” طعماً آخر ورقة أخرى. وتجعلك اكثر اشتياقاً على ان تعود إليها من جديد لتعيش فصولا أخرى من الحياة المذابة داخلك بكل الرضا.
ذكرني بذلك ونحن نجلس اول امس على الشاطئ في ذلك – المقهى – العتيد زميلنا محمد صادق دياب عندما قال تظل باريس المدينة المحبوبة لي على الدوام.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *