علمتني خبرة الأيام أن في الحياة مستحيلين على الشراء، مهما عظم الثمن، وهما : الزمن، وعفة نفس الشريف .ولذلك احترمتهما دائماً أثناء عملي في التنفيذ، وفي حساسية طهارة علاقاتي مع المقربين الزاهدين من أيام الزمن الجميل .
أتذكر الكثير من المخالفات التي ارتكبتها في فورة الشباب والحماس، عندما كنت اركض مع رفقائي أمام الزمن نسابقه بتنفيذ المشروعات حتى لو تكن هناك اعتمادات مالية في الموازنة العامة تغطي نفقات التنفيذ .وكانشركائي في تلك المخالفات الانجازية الاخوة شبكشي، والأسود، والمطلق، وغيرهم من بقية شركات المقاولات الوطنية التي كانت تبني الهيكل العام لجدة الكبرى .
فقد التزموا معي جميعا بالاستفادة من اندفاع دورة العمل وتكامله لكي تتم مراحل المشروع دفعة واحدة، ومن ثم تسوية مستحقاتهم المالية في الموازنات التالية ..وهكذا كان النجاح بفضل الله .
ومن المؤسف أنني لاحظت اتخاذ بعض الشركات العاملة في تنفيذ مشروعات جدة العملاقة الجديدة لفلسفة زحف السلحفاة في الحركة الوئيدة، والنوم في العسل، رغم توفر الاعتمادات المالية البليونية السخية التي يوفرها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله .
الزمن لا يشترى، وحمى التضخم لا ترحم لأن ارتفاع الأسعار يسري كالنار في الهشيم بلا انتظار، وقبل كل ذلك احترام قيمة الوقت الضائع من سكان جدة الذي يضيع هدرا في مناطق الاختناقات المرورية الناتجة عن تحويل مسارات الطرق القديمة التي كانت سالكة، وتم انجازها وتنفيذها بالركض امام الزمن، وتأجيل الدفع .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *