[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد العزيز أحمد حلا[/COLOR][/ALIGN]

العرب سواء كانوا فى العراق أو خارجه غرقوا بسيل من المشاكل التى صنعها الاستعمار لأن دول الاستعمار الماكر تعرف جيدا دهاء العربي الذى صنع الأسطورة بلا حيل منسوجة من الخيال، فالعلوم التى بين يديه وطورها بشيء من الحركة هي اكبر برهان على أن العرب هم سادة المنطق والمنطق العلمي بالذات ولا داعي أن نذكر الأشهاد هنا لأنها كثيرة وظاهرة كالشمس فى وضح النهار.
عندما يقول القائل إن العراق قد انفرط عقده فهو يقول من منطق الظاهر ولم يعي أن الشعب العراقي بجميع طوائفه عرف بتماسكه المعهود فى حقبة من الزمن وسواء كان ذلك بوصاية أو غير وصاية كما جعل العلوم الإنسانية تصل إلى ما وصلت إليه والفضل بعد الله يرجع إليه لنقاط مهمة يتمتع بها دون سواه أولها الموقع وثانيها أهل العراق الذين تفتقت أذهانهم وأصبح عليهم من الصعب ملاحقة بعضهم البعض الآخر وهذا ليس عيبا كما وصفه الحجاج فى قوله يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق .. بل لأن الأغلبية من هذا الشعب تتمتع بذكاء.
نحن عندما نضع أيدينا على نقاط السلب فى هذا البلد الذى نراه يزداد سوءا يوما بعد يوم قد نلفت أنظار البشرية العادلة كي تقف معه موقف المنصف ولا نقول المدافع فالظلم وان طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول ولا نمنى النفس على البعيد ولكن نحثها ولعل التذكير يوقظ المشاعر ويجعلها تتآلف وتنتزع الحق ولو بالقوة وكلام كهذا يتعدى مراحل معدودة يصنفها العاجز فى هالة شبه المستحيل.
وليعذرني المتابع إن تطرقت للمراحل الناقعة التى تعرض لها العراق كدولة والعراق كشعب ولا أعول فى ذات المنهج على الصهيونية والاستعمار أساس البلاء بلا محالة ولكن من يحركهم ليكون خاصرة ضرر فى ظهر أبناء أمته وقد يكون المتابع اذكي من المتحدث ليلفت انتباهه إن صرح بالأسماء والمواقع مواضع الريبة أم لم يصرح فالمثل الذى يقول كاد المريب أن يقول خذوني واضح للأعمى إذن نخوض فى ذات المنهج والاتكال على الله.
لا أدرى هل هذا البلد العربي العراق قد دبر له منذ انتشى أن يعيش هموم الشرق الأوسط وبدون أدنى شك أن الأمور كبيرها وصغيرها يسيرها الله بقدر وميزان لكن هناك من يكون سبب فى عوار الأمة إما بقصد أو بدون، والأول فى هذا البند لا علاج له إلا البتر وتأخير التطهير من هذه الأعضاء البشرية الفاسدة يؤدى إلى ما نراه اليوم من تشرذم فى جميع فصائل المجتمع ولا يقتصر هذا على مجتمع دون آخر ومن هنا حذر العقلاء وبالتالي جاءت النتائج التى تؤكد ما ذهبنا إليه ماثلة للعيان مما جعل الاستعمار والصهيونية يسرحان ويمرحان طولا وعرضا فى بلاد العرب والمسلمين مع أن الحلقة الصعبة والقوية لا تتوفر إلا فى الجانب العربي والمسلم وأعطانا الله عز وجل مثلا عندما يستنجد القوى بالضعيف فى قوله تعالى فى سورة الجن آية 5: \”وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا\”. فالجني ضعيف والانسى قوى وعندما يتخلى الانسى عن قوته للجني فيزيده مشقة بالغة ويدخله فى متاهات لا أول لها ولا آخر.
نعم انه ميزان بليغ أرشدنا إليه ربنا جل ذكره وجاءت المقارنات التى لانزال نتناساها فى الأول والصدر الاسلامى فهل اندرج هذا الذكر ليكون فى بطون السجلات الورقية والزمنية ويقول النادر على لسانها كان يا ما كان فى قديم الزمان أن امة من جهلها بماضيها ضحكت عليها الأمم … هذا الانسلاخ الكامل من كياننا الأولى هو الذى جعلنا نفترق وبالتالي نستنجد بالضعيف الذى استمد قوته من تخاذلنا لذا نريد فى المحصلة أن نقوى ضعيفنا ونطرد الأمور التى تفرقنا من عصبية وطائفية وحزبية وما إلى ذلك من مسميات جاءتنا بجلادينا المستعمرين ووالله لو علم المستعمر أن فينا ذرة وحدة واتحاد لولى هاربا إلى غير رجعه قد نريد ونريد وتنحصر إرادتنا فى هذا الهدف بشرط عدم الفرقة والانخراط تحت لواء الوطنية والأوطان ولا زلنا نتطلع إلى عراقنا الحبيب ليعود يوما من الأيام كما كان وأقوى وان كنت أراه قريبا ذاك العراق الذى عرف ماضيه المشرق والمغرب والقاصي والداني.
المدينة المنورة: ص.ب 2949

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *