من أين تأتينا هذه العصابات؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مرعي الحليان [/COLOR][/ALIGN]

من المفترض أننا نمتلك كامل البيانات عن السائح الذي يدخل إلى البلاد بغرض السياحة، نعرف مكان إقامته والمدة التي سيقيمها في البلاد وتاريخ مغادرته، نمتلك عناوينه ووسائل الاتصال به، وحينما تنتهي مدة إقامته نستطيع الوصول إليه وإبلاغه بضرورة المغادرة، ويفترض أننا نمتلك كل المعلومات عن الذين يأتون إلينا بهدف التجارة، أو الاستثمار، أو الزيارات القصيرة التي يقوم بها رجال الأعمال، أي أنه يفترض أن العملية محكمة ومضبوطة، سواء للذين يأتون في زيارات خاطفة أو أولئك الذين تفصل زياراتهم حسب مدد التأشيرات والإقامات، يفترض أن كل من يدخل ويخرج هو أمام عين المتابعة..
وغير هذا فإن الأمر يصبح فوضى والعملية «هدد». ما يدفع إلى التساؤل عن هذا الأمر، هو ما يتم اكتشافه من تشكيلات للعصابات التي بدأت أخبارها تطغى وتثير تساؤلات حول الطريقة التي يدخلون فيها إلى البلاد، وكيف يحصلون على الإقامة في بيئات توفر لهم الستر على إجرامهم؟ عصابات تهريب مخدرات، عصابات تزوير البطاقات، عصابات سرقة السيارات وغيرها من جملة «الموال» الذي صار مكشوفاً.. من اين يأتون؟ وكيف يتسنى لهم العمل لحين انكشاف امرهم؟.
شيء له علاقة بالوقاية يبدو أن حوله علامات استفهام كبيرة، فنحن صرنا في حال مقلق من هذا الأمر، فلا تشرق شمس صباح وإلا تخطف أعيننا الأخبار عن وقوع عصابة في قبضة رجال الأمن والشرطة، هؤلاء الذين ندعو الله أن يسدد خطاهم ويعينهم ويمكنهم من الذين يأتون إلينا بنيات مبيتة للسرقة والإجرام.
من الواجب أن نسأل عن هذه الثغرة التي تسرب هذا الاجرام. ومن الواجب البحث عن السبل الوقائية التي تحد من انتشار الجريمة ومن التشكيلات العصابية التي لا أحد يرضى أن تكون من صفات هذا المجتمع الآمن والمتصف بالأخلاق.. صحيح أنه لا يوجد مجتمع مثالي يخلو من المخالفات والجرائم، لكن هناك معقولية في مسألة النسب، وإذا ما بدت المعدلات والمؤشرات تحيد عن الاحتمال الطبيعي والعادي، يصبح من الضروري تقييم الأوضاع والبحث عن الحلقات الأضعف التي تفتح نوافذها للإجرام.
ومازلنا نقول ونعيد القول إن كثيراً من الأوضاع القائمة تحتاج إلى تقييم، وإن أكثر من ستة ملايين نسمة معظم نسبتها من الوافدين، ومعظم نسبتهم من العمالة البسيطة، تحمل الجهاز الأمني بوضعه الحالي وبطاقته الحالية جهوداً كبيرة وجبارة للسيطرة، ولابد أن نعترف أيضاً أن الجريمة عندنا تغيرت في أساليبها، ففي السابق كانت أغلبها فردية، وتحولت اليوم إلى تنظيمات جماعية!.. هناك ثغرات، ولا مجال للصبر عليها.
البيان الإماراتية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *