من أوراق الصباح..التهديدات الإيرانية فرصة أمريكية للقادم الأسوأ!!
[FONT=Tahoma]في تطور جديد للمشهد السياسي والعسكري في منطقة الخليج.. وفي مرحلة الجدل القائم
حول المطالبة العراقية بجدولة الانسحاب الأمريكي. جاءت التجربة الصاروخية الإيرانية لتعزز الموقف الأمريكي الرافض لمغادرة العراق ومن ثم فإن إيران التي ترفع شعار انهاء الاحتلال الأمريكي قد قدمت من خلال تهديداتها لأمريكا وتجربتها الصاروخية خدمة أضافتها واشنطن لملف طهران النووي… وهي خدمة لا تقل أهمية عن ما قدمه الرئيس
العراقي الراحل صدام حسين الذي انتهج سياسة التحديات \”الغبية\” التي قادت الأمريكيين إلى غزو العراق بعد أن تركوا له فرصة استعراض القوة لفترة من الزمن بل قدموا له في السابق كل المساعدات \”اللوجستية\” في محاولة لجمع كل المسوغات التي توصله إلى \”الحفرة\” التي أرادتها له اﻟﻤﺨابرات الأمريكية. ولم تنقذه صواريخ رعد والحسين والمدفع العملاق.. ولا كل شعارات الأسلحة \”الفتاكة\” التي كان قد قال إنه يمتلكها وإنها ستحرق نصف إسرائيل!! وإذا كانت تلك التجربة قد انتهت إلى مأساة العراق التي نشهدها اليوم.. فإنها أيضاً قد أدخلت المنطقة في دوامة من العنف.. ووضعت العرب أمام وضع مختلف من التحديات الصعبة. وتداعيات احتلال بلد كان يمكن أن يكون من أهم أركان البيت العربي والاسلامي بكل إمكانياته العسكرية والاقتصادية وقوته البشرية وكذلك حضارته التاريخية المتميزة.
وكان سيكون واقعاً لأحلام هذه الأمة لولا سياسة \”الغرور\” والحسابات الخاطئة. والمغامرات غير المحسوبة النتائج. فكانت كل تلك الممارسات خدمة تم تقديمها على برميل من النفط \”لسدنة\” البيت الأبيض الذين كانوا في شوق للانقضاض على بلد من أهم دول البترول في العالم. رافعين شعار القوة لبقية \”الجيران\”!!
غير ان التجربة لم تعط للبعض درساً في تجنّب \”الكارثة\” بقدر ما هم يسيرون في نفس الاتجاه لتقديم مسوغات أكثر خطورة في نهاية المطاف.
وبالتالي فإن أي مطالبة بالانسحاب الأمريكي من العراق لن يتحدث حولها الأمريكيون في ظل التهديدات الأمريكية التي تبرر لهم استمرار الاحتلال بل ستكون هذه التحديات بمثابة تحريض على زيادة القوات وحشد مزيد من الأساطيل البحرية في مياه الخليج والبحر الأبيض المتوسط. وفي كل القواعد القريبة من المنطقة وذلك استعداداً للقيام بما هو أسوأ!!
إنني هنا لست ضد أن تنتصر إيران على أمريكا. لكنني لست مع الأوهام أمام قوة تمتلك كل تقنيات العصر من الناحية العسكرية.. وتتحكم في اقتصاديات العالم ولديها الرغبة في \”الارتواء\” بمزيد من المياه الدافئة.. مهما بلغت خسائرها.
وما أخشاه اليوم هو أن نجد أنفسنا أمام سؤال صعب يقول: من أي بلد نطالب أمريكا بالانسحاب أولاً من العراق أم من إيران؟
[email protected]
[/FONT]
التصنيف: