من أوراق الدكتور عبدالعظيم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي خالد الغامدي [/COLOR][/ALIGN]
* أشياء تقرأها فتشعر برغبة عارمة في الضحك، وأشياء تقرأها فتشعر برغبة عارمة في البكاء، وأشياء تقرأها فتشعر بالقرف والضيق والملل. وما قرأته أنا ترك عندي كل هذه الأحاسيس والمشاعر مجتمعة.
ما قرأته كان عن توقعات أحداث 1995، العام الجديد في ذلك الوقت الذي نشر فيه التحقيق الصحفي المدهش جداً ، والمجنون جداً .. وجاء في المقدمة الصحفية أن خبراء الفلك يقولون أننا في عام كوكب الشمس، كوكب النجاح ، والفشل ، والاستقرار، والاضطراب ، والتقدم ، والتقهقر..!
ويبدأ التحقيق بإستضافة المفكر المستقبلي الدكتور عبد العظيم الذي يسرد أهم توقعاته للعام الجديد: اندلاع حرب عالمية ثالثة، واضطرابات في إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وبولندا، وهبوط الذهب ، والفرنك ، وغزو ألمانيا وإيطاليا عن طريق يوغوسلافيا، ورئيس جديد لفرنسا بعد تدمير باريس ، واحتلال سويسرا عن طريق الجبل الاجوف ومجاعة في جنيف وصاروخ صيني يدمّر نيويورك و..و..و.. \”.
واختفى المفكر المستقبلي الدكتور عبدالعزيز عن الصحف، والمجلات فقد مرّ عام 1995م دون حرب عالمية ثالثة\” ولو أن ما شهدناه بعد ذلك العام، وإلى الآن يساوي، ويوازي خسائر، ومآسي، ومصائب، وكوارث حرب عالمية\”..
ولم يحدث غزو لألمانيا، وإيطاليا عن طريق يوغسلافيا \” ولو أن يوغسلافيا نفسها ذهبت في خبر كان\”..
ولم تحدث مجاعة في جنيف \” إنما حدثت مجاعات في عدد كبير من دول أفريقيا، وآسيا، ومازالت تشهد مجاعات مستمرة، ومتواصلة\”..
ولم يدمّر صاروخ صيني نيويورك على الإطلاق \” إنما دمرت صواريخ أمريكية، وإسرائيلية عددا من البلدان العربية والإسلامية، ومازالت الصواريخ والمتفجرات، والسيارات المفخخة تدمّر أوطاننا العربية لحسابات مجهولة\”..
ثم فتحت \”الفضائيات\” علينا كثيراً من أبواب الدجل فوق ما نحتمله، وفوق ما نستطيع فهمه، وهضمه فجاءت بعشرات الدجالين، والمشعوذين، وقراء، وقارئات الفنجان، والكف، والمستقبل من أمثال الدكتور عبد العظيم، وكلّهم يؤكدون نجاحهم في قراءة المستقبل، وحل المشاكل العاطفية، والنفسية، والمالية، والمرضية، وتنهال عليهم المكالمات المتلهفة من كل \”حدب، وصوب\” .. ويتبع ذلك عرض لعناوين هؤلاء الدجالين فيطير إليهم كل موسر، وقادر، وبدل أن يكون لدينا في العالم العربي عشرة دجالين، وعشرة مشعوذين، وعشرة نصابين يصبح لدينا بفضل هذه القنوات الفضائية ألف دجال وألف مشعوذ، وألف نصاب، وكل واحد يدعي المعجزات، ويفتخر بتحقيق المستحيلات، والبركة في هذه القنوات، ومن يرعاها، ومن يدعمها، ومن يساندها، ويساعدها..
وبدل أن يكون لدينا قليل من الوعي، والنضج تكون هذه القنوات بدجاليها، ومشعوذيها قد قضت على هذا القليل وأضاعته، وبددته..
وآخر أخبار الدجل، والشعوذة إشاعة ظهرت مع بداية 2009م أشارت إلى أن نهاية العالم ستكون بعد عامين ممن الآن تقريباً أي في 2012م ..
وقد ساهمت بعض وسائل إعلامنا في ترويج هذه الإشاعة لدرجة صارت معها حديث الناس غير العقلاء بطبيعة الحال.
التصنيف: