[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

رحل عن دنيانا يوم الخميس 4-1-1430هـ ، وأول يوم في السنة الميلادية الجديدة 2009 علم من أعلام ساحتنا الثقافية ، الا وهو الصديق العزيز هاني ماجد فيروزي يرحمه الله، وهو الرجل النبيل ، الذي ما أن تتعرف عليه ، حتى تدرك لماذا يلتف حوله الاصدقاء، خلق فاضل وتعامل انساني راقٍ، ووفاء نادر، وما أن يعرفك الا واشعرك أنك من خير اصدقائه ، الذين لا ينساهم أبداً، يظل يسألك عنهم إن قربوا منه أو بعدوا، يتفقدهم ويسأل عن أحوالهم ، ما تراه إلا والبسمة تعلو محياه، مثقف واعٍ عمل العمر كله للرقي بالثقافة في وطنه حبا فيه وعشقا له، ما ترك مجالا يمكن خدمة الثقافة من خلاله إلا ولجه ، دوما تجده مهموما بحراك ثقافي أو فني ، ومكة المولد وموضع النشأة هي في أعماق قلبه ، يهتم أشد الاهتمام لكل مافيها من بشر وآثار وملامح في التاريخ لها في ذاكرته أبرز مكان، عشقه لها لايدانيه عشق ، ظل يسجل حضورا مشعا منذ عام 1383هـ حينما كتب اول مرة في الصحافة ، ثم عمل بالنوادي ادبية ورياضية ، وكتب للاذاعة فأثراها بموضوعاته ، وهو زجال قدم للاطفال أجمل الاناشيد وللمناسبات الوطنية الاوبريتات الغنائية الجميلة، وكان مهموما دوما بكل ما يتعلق بمكة أم القرى، وظل يشكو من تجاهل تاريخها وعدم ذكره بالشكل الذي يستحقه في المناهج الدراسية، وكان مناضلاً عن مكة ينفي عنها وعن أهلها كل اساءة ولو كانت غير مقصودة، وإذا نظرت الى ما ترك من آثار ومؤلفات رأيت ان الجامع المشترك بينها العناية بمكة فله كتاب بعنوان \”قصة مكة\” وكتاب فيه ذكر أدباء وعلماء من مكة, وله مؤلف بعنوان \” ملامح من تاريخ مكة المكرمة\” وآخر كتبه كان توثيقا للازجال المكية كان يرحمه الله كتلة نشاط لا تهدأ، يصل الليل بالنهار من أجل اسمى الغايات ان يمثل بكل ما يعمله ويطرحه ثقافة مكية واعية بماضي المدينة المقدسة وحاضرها وما يرنو اليه مع مثقفيها من مسقبل يرجون أن يكون زاهراً ، وهي المدينة التي تسقبل الملايين من البشر كل عام ، يأتون من كل فج عميق ، يؤدون نسكهم ويشهدون منافع لهم، ويتواصلون مع بعضهم على أرضها، والمكيون يستقبلونهم بالرضا ويودعونهم بالمحبة والوفاء، ما أنبل راحلنا العزيز الذي كنا له أصدقاء وأن باعدت بيننا احيانا الامكنة الا اننا نحسه منا قريبا، هو أول من يبادر بالسؤال ويستقصى الاحوال، فهو من اولئك الرجال الذين هم رموز محبة ووفاء ، لايفقدهم الا من اعرض عن الحياة ، كان يرحمه الله في ما علمت منه رفيق والده ، حتى انه يحرص دوما إذا كتب اسمه ان يقرنه باسمه ، ولشدة حبه وبره به سمَّى ابنه البكر ماجداً، ولعل هذا البر اوروثه لاولاده ماجد واخواته الثلاث، الذين نسأل الله ان يربط على قلوبهم ليتحملوا صدمة فقده، التي كان علينا ابلغ الاثر فحزننا يعلم الله على فقده عظيم ، ولكنا نصبر كما أمرنا، ونسأل لذويه الصبر الذي يثابون عليه بإذن الله، وهو ان فارقنا جسده فروحه معنا، فكل الاحداث الثقافية التي مرت بنا وما سيمر منها من بعد يذكرنا براحلنا العزيز بمواقفه النبيلة ومابذل من جهد لثقافتنا المحلية، فهو من رواد ساحتنا الثقافية والاعلامية والفنية رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته ..

ص.ب 35485 جدة 21488
فاكس : 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *