منفصلات عاطفياً خلف القضبان

Avatar

فايزة الفرج
قلوب معذبة وإرادة مسلوبة ودمعة مخنوقة تقبع خلف تلك قضبان الفلل الفاخرة.
نفوس حكم عليهنْ بالعذاب البطيء حكماً مؤبداً تنتظرن رصاصة الرحمة التي تريحهنْ من الظلم المميت .
الذي فرض عليهنْ.. فيتظاهرن بالاستقرار والوئام ..ويبطنْ الألم والآهات نساء لا موقع لهنْ من الأعراب ..
سلبت هويتهنْ فأصبحنْ بلا مأوى و بلا عنوان .!!
ليست مطلقة لتمزق صفحات ما مضى من حياتها .!وتطويها خلف ذاكرة النسيان وتلملم ما تبقى من أشلاء حياتها المتناثرة .
لتبدأ حياة جديدة مع إنسان آخر يمنحها السعادة التي حرمت منها ,وتشرق شمس الفجر الدافئة بروح وأمل في غدا أجمل …
ولم تكن أرملة تعيش ما تبقى من عمرها على ذكرى زوجها الذي عاشت معه أجمل سنوات عمرها , فيستحق ذلك الوفاء والتضحية, واختارته رفيق دربها في حياته و بعد مماته ..
فالأمر هنا يختلف ظروف أجبرتهنْ أن يسجنْ مشاعرهن خلف أساور القضبان الحديدية .
أنثى لا يشعر بعذابها ألا من عاش وخاض تجربتها ,ودرس تفاصيل حياتها الممزقة بأنياب الزمن.
التي طوى سنوات عمرها تحت عجلة القهر والحرمان الأزلي …لهن عالمهنْ الخاص اللاتي يهربنْ به عن أعين من حولهنْ ليخفينْ حسراتهنْ المكبوتة ويمزجنْ الآه بالبسمة بمحاولات مستميتة لنطق السعادة المزيفة تحت وطأة الأقدار والبحث في أعماقهنْ عن الدفء والأمان ..
ليعشنْ حياة طبيعيه متكاملة أمام مجتمعهنْ. و لا يشعرنْ بالنقص أمام قريناتهنْ فتضع الكرامة بين شامت وحاقد ويطعنْ من كل جانب ,فتكثر الوشايا وتنصب الجلسة لمحاكمتهنْ فيضعن القيود بيدهنْ والسجن الأنفرادي والمقاطعة حتى آخر رمق لهن .
هذه بكل بساطة بطاقة المرأة المنفصلة عاطفياً.!!
بصمت مميت أشبه بالشلل النصفي تختار الوحدة القاتلة ,هي تعلم لا قيمة لها الا بوجود رجل بحياتها ,وحتى لو كان يحمل من الرجولة أسمها .
رجل سرق فرحتها وعمرها وحولها صحراء قاحلة ومشاعر معلقة على حافة الهاوية
اختارت أمر الأمرين بمحض إرادتها ورضت بالذل والهوان قبلت أن تعيش امرأة بلا روح ..
وجسد بلا قلب و أن تكون الشمعة التي تحترق من اجل تنير طريق أحبتها.!!
أسباب قهرية فرضت عليهن هذا الواقع الظالم تختلف باختلاف الزمان والمكان ..
البعض فرض عليهن وخضعن واستسلمن ,لمعرفتهن أنه لا يوجد لهن حلول وحقوق بعد الطلاق سوى مدة العدة وبعدها تضيع من غير سكن ولا مأوى .
والبعض عندما يساومنا بين حريتها وأبنائها , والبعض خوفا من شبح الطلاق ونظرة المجتمع لهن ..
تعددت الأسباب والموت واحد
فيكملن مسيرتهن ولا يعلمن أين تحملهن الأقدار .!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *