إذا حاول من تعرفه أن يلغي إنسانيتك ومكانتك ومواقفك الشجاعة معه في الميسرة والمعسرة فاعده حيث كان قبل معرفتك به وهذه الطريقة المثلى لتربيته وتطهير التاريخ الانساني من مثل هذا الوباء الذي يقتحمنا بالجحود والنكران .
ومن يجري وراء اغراضه الذاتية لا يدرك في آخر الامر غير تعب شراهته وخيبة آماله وضياع جهده وزمنه بمشقة يفرضها على نفسه وإصابته بإحراجها وامتحانها بهدم كل ما يواجهه ليكون الطريق أمامه سهلاً والظروف هينة لينة له يحقق بها ما يريد ولو بالخروج عن مدار الجاذبية الروحية واسرار فضائل
الحكمة طمعاً في الامتلاء باطماع الدنيا واستفراغ همته لها ونسيان ما وراءه من حساب وتذكر عقوبته الأبدية ما دام ان قوة الفكر الخاطئ ترهقه للحرص على ما عنده والحصول على ما ليس له مما يحل او يغر ويضر ! وسلامة النفس والعقل نستدل بهما على مميزات القناعة وتفاضلنا بها في مشهدنا وغيبنا فلا تأخذنا المغريات المادية لما وراء استار الظلام فتغلبنا حين نتجاهل جوهر العفة والصدق ونتمسك بخداع ممقوت والخضوع لشهوات ونزوات ونعرات تتقيد معها الحواس لئلا تستيقظ الى سخريات تعقيدات الخيالات
الباطلة . واستضاءة الروح والقلب تتلاءم بهما الحياة ويتفاعل معهما التراحم والحب والحق والخير بدون مراءات ولا زيف يتوعر فيها من يتوعر بمعاداته للبشر – بلا تحسبات لعواقب الغرور والخطر – وغيرته من انضباطهم مع فضائلهم وخشية الله في السر والعلن بنوايا نقية لا يقيم فيها الا ايمانها وتقواها وما يقربها الى رحمة الله ومرضاته من عمل تحيا به ومن اجله لتكون جميعها في طاعة الخالق والباقي لا الفاني والخالد لا الزائل فلايغتر بدنياه وتستعبده لتأكيد ذاته فيها بإهمال حقيقة ثابتة بأننا في حياتنا الدنيا لابد ان نكون في آدابنا وسكوننا الصورة الانسانية الصحيحة لعالمنا الآخر باليقين الراسخ في وجداننا لنقيم في النعيم المستديم بمشيئة الله وثقتنا في كرمه وعفوه .
ونسمع في حاضرنا عن من يتسع اسمه لصفات كثيرة يلتمع بها وسط ذلك البلاء الماحق والتهكم بالغير بوحشية ضمير يتأنق بها وبتحدياته بعيداً عن الرقابة من طيش وغش يتعالى بهما على نفسه اولاً كأصحاب النبوغ المبكر من اطفال الانابيب ووصولهم الى فرض عناوين لمعطيات هزيلة، وانها سر البيان
وبلاغة الحكمة .
وآه من اهمال تدبر مصائرنا قبل ان تتساقط بنا انانيتنا وانتقاماتنا الى مساحة حرجة لا نعرف معها كيف نستبدل طيشنا بالصدق والحق والتواضع فلا نضع في دروبنا عوائق وصعوبات تمنعنا من اجتيازها حين نجد السبل كلها امامنا مغلقة ..وصوت النذير ينبهنا بالتوقف حتماً عند محطتنا الاخيرة لمعرفة
مليح المواقف وقبيحها .
اما كيف تلملم تلك النفوس المتكبرة بقاياها وهي صامتة وبلا حركة والمشاعر موتى .
وطموحات الانسان لا تبنى الا بسلامة القلب والتعامل بلا تفاضل على الغير والخروج بسيرة تضيع الى ما لا نهاية لها .
وعجباً ان يكون الموت مناسبة تبتسم له عداوة تعتبره اكبر منه .
وألف رحمة لاهل هذه الدنيا وصبرهم على نعرات تجعلنا نضحك مما فرط من العمر وما تبقى منه .ولو نظرنا الى الاجل ومصيرنا لأبغضا الأمل وغرورنا ..فهل من مدكر؟ .
مصطفى زقزوق

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *