منصة فضول .. بعيداً عن الإبداع
معرض الكتاب منصة مبيعات وليس ساحة للإبداع والمبدعين، من حوله لا تنتشر المقاهي الثقافية، ولا يظهر مساجلات الحوار بين ذوي الشأن، وفي جنباته يقف المتربصون والمترصدون، وعلى نواصي شوارعه التي تزينت باسماء مشاهير الكاميرا (صالح العزاز رحمة الله، السيد عيسى عنقاوي، خالد خضر متعهم الله بالعافية وغيرهم) يقف الوقت مشدوها يسأل من هؤلاء؟ ارتال وجموع غفيرة تحضر لمجرد الحضور في ظل غياب وسائل الترفيه من باب ملء الفراغ ” لو وجدت دور السينما هل ستجدون تلك الأعداد ” مواقف السيارات ورقباء الغياب والمتسلطون تكرار ممل للسنوات الماضية، لا تبحثوا عن الصحافة غائبة مغيبة هي لا تفتح ملفات ضيف الشرف ولا تسلط الضوء على أبرز مشاهيره في مختلف التوجهات المعرفية الرواية والاقتصاد والسياسة وعلم الحيوان وغيره! مبدعيه مفكريه والتراجم إلى العربية؟ وغياب من يجيد البرتغالية منع الاسبان الحديث معنا، إلا عبر ندوة رياضية ليس لها مكان في المعرض، ولكنها وجدت من خواء منظم للأسف، والصحافيون من غير ذوي الاختصاص إما متربصون بالهيئة أو بالكتب الممنوعة، أو يتحينون الفرص لالتقاط الصور بجانب الضيوف، وليس بينهم مبرز، إلا فيما ندر، نحن نجيد تحويل ساحة الإبداع والحوار في معارض الكتاب بصورتها الشمولية ونحصرها في واقعنا المحلي، بين نوايا متربصة، وأفق ضيق، وحضور خجول، ونضيف إليها ندوات لا يحضرها سوى ندرة من الشغوفين وربما أصدقاء المحاضرين الذين حضروا برفقتهم في سيارة واحدة ..
معرض الكتاب يفتقد الروح، المناخ، وقبول الآخر، بانعكاس “الربيع” الوضع العربي المؤلم، وبيان وزارة الداخلية الأخير حول الارهاب وجماعاته، وهو لم يوجد سياقا منهجيا للتعاطي معه باعتباره حدثا موسميا، ويبقى المجتمع استهلاكي والكتاب سلعة ينتقيها أو يشتريها البعض من أجل مكتبة تضم كتبا، ولا تعكس ثقافة، لأن الأخيرة ” تحد ” كما سبق لمعالي الدكتور محمود سفر – متعه الله بالصحة والعافية- أن عنون أحد كتبه – مفقودة في تعاملاتنا اليومية سلوك ومنهج، ومع وجود قوة شرائية حتما سوف يقال معرض الرياض الأبرز لجهة المبيعات، وتلك تؤكدها دور النشر في المعرض، والعاملون يؤكدون أن نفس الكتب تباع في القاهرة مثلا بسعر أقل، ويتحدثون عن اتاحة المعرض الفرص للرواية السعودية التي طبعت في الخارج، وعادت على استحياء لتظهر في المجتمع الذي رفضها من حيث المبدأ، حتى قبل أن يتعرف عليها، لأن المجتمع والرقيب الذي عف عنه الزمن يرفض خطايا أبنائه حتى مع الكتاب، شخصياً اعتبر الرواية السعودية (إلا ما ندر) في مراحل التجريب بعضها يفتقد الأسلوب، ما يفقدك الحماسة ومتابعة القراءة، وكثير منها ينغمس في أدبيات الجنس والجن والسير الذاتية، على رغم وجود ما يقرأ من بينها، نحن نملك القدرة على بذل المال واظهار كتاب والباقي لا يهم (لا أقصد بالطبع الباقي الذي يبحث عنه شيخ الجوهرجية جميل فارسي) يوزع إهداءات.
يقول المكاوي النبيل إبراهيم خفاجي
قد عشقنا فيك روح الكبرياء فتماديت وأدمنت الثناء.
التصنيف: