منزل لا تدخله الشمس

نيفين عباس
ليس كل تجاعيد الوجه تدل على شخصية حنونة طيبة القلب ، فهناك بعض علامات تقدم السن التى تظهر على البشرة تحمل الكثير من الأحداث المؤلمة ليست لصاحبها بل لمن حوله

الحقد داء دفين فى نفوس البشر فهو رغبة قوية فى الإنتقام من شخص يحمل له الحاقد الكثير من البغضاء والعداوة فى القلب والتى فى أحيان كثيرة تكون بدون سبب خاصة بين الأقارب ، فيبدأ الحاقد فى الإفتراء على أقرب الأقربين له وتشويه صورته أمام الأخرين وإيقاد نار العداوة بين الأهل وبعضهم البعض لإشعال الفتن ووقوع الإنسان فى الكثير من المشاكل وإغراقه فى الهموم ، ينشأ الحقد بسبب الحسد ثم يتطور بعد ذلك لمرض يلقى بصاحبه فى بحر الهلاك فنجد علاماته على وجهه فيصبح شخص بغيض مكروه من الجميع أسود الوجه والقلب ، يترك هذا الشخص حياته تماماً ويتجه لحياة الأخرين ويكون شغله الشاغل كيفية الإنتقام من هؤلاء الذين هم أفضل منه وليس الحقد بسبب الرزق فقط فليست كل حالات الحقد تولد بسبب المال وسعة الرزق بل قد تكون بسبب حسن الأخلاق أو حب الناس أو النجاح فى الحياة والتوفيق فكل تلك الأمور تولد الحقد فى النفوس فتمضى الأيام سريعاً ويتغلغل يوماً بعد يوم الحقد والكراهية فى قلب الحاقد حتى تصبح حياته قاتمة شديدة السواد لا يدخل قلبه النور ولا حتى منزله وكأن الشمس تودعه والحياة تفر منه ، وهنا يصبح مصدر خطر ليس على نفسه وحسب بل على كل المحيطين به فهو يتقدم بقلب يحمل الكثير من الحقد والكراهية للأخرين وما يحزن أن هناك بعض النفوس المريضة الضعيفة التى تستجيب له فى شره ويجتهدون جميعاً فى هدم أحد المنازل التى ترضى بما قسمه الله فى كل حال ، والأمر ليس بجديد فعندما أتحدث عن الحقد والكراهية التى تكون بين الأقارب وبعضهم البعض أنا أعنى ما أقول فأول جريمة قتل فى التاريخ حدثت كانت بين الأخوين “قابيل وهابيل” مما يعطينا تأكيد قوى للنفس البشرية الضعيفة فهناك حالات عايشتها بنفسى وشاهدت بعينى كيف للحقد أن يحول الإنسان إلى وحش كاسر ، يظهر الشماتة فى إخوانه عند وقوع البلاء والمصائب عليهم بشكل كبير بل ويجهر بالشماتة فى كل المناسبات بين الأخرين فهو يشعر بسعادة كاسحة تجتاح قلبه عندما يشاهد أحد إخوانه وقعت عليه أحد المصائب التى لا حول له ولا قوة فيها ويسعد بكل الأخبار السيئة التى يتلقاها عنه بل ولم يسلم من ذلك فحسب بل أيضاً يوجه له إتهامات باطلة بغرض تشويه صورته أمام الأخرين فقط لإرضاء أحقاده وإشباع رغبته الشديدة فى زرع الكره فى قلوب الأخرين تجاهه ، هؤلاء أشفق عليهم بشدة فهم ضحايا لأنفسهم هجروا الله وأُنتزع من قلبهم الرحمة والمحبة وصلة الرحم وزرع مكانها الحقد الأعمى فأصبحوا كما المنازل المهجورة التى لا تدخلها الشمس

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *