منتدى جدة .. وماذا بعد ذلك؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أ.د. حسين بن محمد سفر[/COLOR][/ALIGN]

بعد محاضرات وأوراق وورش عمل ودعت عروس البحر الأحمر جدة البوابة الاسلامية والاقتصادية المنتدى الاقتصادي في دورته لعام 2013م بعد أن شارك فيه من الأوزان الاقتصادية والاجتماعية من الداخل والخارج. وقد حسن المنظمون والمبرمجون له من القائمين على اختيار موضوعاته حينما جرى اختيار موضوع أزمة الاسكان في العالم عند بعض الدول ومنها المملكة . فالموضوع مهم ويحتاج إلى مزيد من الشفافية والدراسة خصوصاً وأن الشباب والمبتعثين منهم يواجهون هذه الأزمة والضرورة الملحة وإذا كانت الدولة وفقها الله لم تدخر وسعاً في تخصيص وزارة لهذا المسمى قد مرَّ عليها ما يقارب من ثلاثين سنة أو يزيد ولم يلتمس من مخرجاتها سوى 20% فالمكمن الأساسي إن هذه الأزمة الطاحنة والزحف على المدن أدى إلى العشوائية في الاختصاصات فطرح هذه النازلة يحتاج إلى الشفافية والمصارحة وتقبل الطرح بالمعالجات والا فما قيمة إدراج هذا الموضوع في منتدى كهذا فلنستمع إلى وجهات النظر خصوصاً وقد قدمت دراسات معدة اعداداً محكماً وجيداً فالبحوث والدراسات تشير إلى أننا ولله الحمد نملك قارة من الأراضي الواسعة والفضاء الخالي فمنها ما هو مشلول ومجمد لاغراض متعددة وأهداف اقتصادية استثمارية تنتظر طفرة قادمة وأراضي اخرى لم تضخ فيها مياه النبت فهي قاحلة ومنظرها لا يسر الناظرين للاهمال وعدم التطور فالتركيبة السكانية تزداد بتفوق كبير جداً وأخشى لو أهمل هذا القادم وبالسرعة لأدى ذلك لصعوبة الحلول وتعقيدها. وفي تراثنا الاسلامي في مجال التنمية واستغلال القاحل من الأراضي أن قام خلفاء وسلاطين الدولة الاسلامية بالتخطيط لهذه الشواسع من الاراضي وضخوا فيها الحياة فتحركت العجلة في البناء والتشييد وتم توظيف خزينة الدولة وأموال التجار الكبار وما كان مودعاً عندهم من الذهب والفضة والدنانير والقناطير المقنطرة وأسهموا في توفير المساكن ملزمين الحالين بها من أهلها بخصم جزء من رواتبهم لسداد المال للتمليك كقروض، فولي الأمر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده – حفظهم الله – سوف لن يقف عطاؤهم السخي في تقديم كل دعم مادي وقبله معنوي وقد فعلوا ويفعلون .. والمهم عدم التباطؤ والتعليل غير المبرر والتسويف للبقاء أكثر في الكراسي للتدكين، ولقد اشارت أدبيات السياسة الشرعية في مجال الحكم والإدارة عند الفقهاء كالماوردي وابن خلدون في مجال العمران أن الدول إذا لم تعالج نوازلها وتتركها للدهر والوقت فقد تنفرط أمورها العمرانية والتنموية..ولكم تحدث في المنتدى أصحاب التجارب من دول صديقة دعي وزراء لهذا المحفل الكبير من التجارب في نشأة الاسكان وتطويره محملين المسؤولية تخطيطاً وتنفيذاً \”للدولة\” وزارات الاسكان والاشغال لتوفير الاراضي وايصال ما تحتاجه من خدمات ليجري التنظيم والتشييد للبناء والتنوع في التخطيط العمراني بما يتفق مع البيئات وحضارات الأمم ففي بلاد الحرمين المحافظة على التراث الاسلامي المعماري ولا يكون بنسخة من النمط الأوروبي لاختلاف تركيبة القيم والمبادئ فليس عيبا أن نستفيد من تجارب الدول وخصوصا في مجال الاسكان وليكن تلقيح هذه التجارب وتطويرها في صور انماط حضارية اسلامية تراثية والجامعات في بلادنا تضم خيرة من المتميزين في المجال العمراني ومنه العمارة الاسلامية والنقوش ذات الطابع الذي يلائم كل مدينة وقرية. المهم ألا يمر هذا المنتدى وما قدمت فيه من أوراق ودراسات علمية وفقه واقعي وننصرف إلى المهاترات ولا نخرج بمفيد فيجب القفز عن الاحتقانات وطرح وجهات النظر بلا تشنج وكبرياء وصلف وتعالٍ والنظر إلى المصلحة العامة وتأمين ما تحتاجه الأجيال والا فسوف يحاسب الرب جل وعلا كل مقصر ومضيع للأمانة فالشعور بالمسؤولية واحترام ثقافة النظام التي لسمو أمير منطقتنا الأمير خالد الفيصل وفقه الله تفسير فلسفي حضاري لها توقظ فيه الذمم ويتم من خلاله إحياء الضمير والمحاسبة لكل مقصر والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل.

أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة عضو مجمع الفقه الدولي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *