[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد [/COLOR][/ALIGN]

كارل ماركس : صاحب فلسفة رأس المال والمنظر الاجتماعي وواضع أسس نظرية الديالكتيك ( المادية الحديثة ) بالإضافة لكونه الأب الروحي للشيوعيين . قال ذات يوم لطلبته بالجامعة ( الديانات أفيون الشعوب ) هل هو محق بما يقول؟ أنا أقول نعم في زمنه وبالأخص الدين الذي كان يتبعه ، مما وجد فيه التعقيدات في مسائل التحليل والتحريم وصكوك غفران ورحمة وختم بالوعيد …والخ ، حتى ضاع الدين من بكرة أبيه.
هناك شبه كبير بين متدينين القرون الوسطى في أوربا ومتديني زمننا هذا وبالأخص في مجتمعنا السعودي ، فرجال الدين لدينا مهتمون بصغائر الأمور يرمون بها أعظم المهالك ، وكلنا شاهد مشهد فتاة المناكير مع رجال الهيئة ولا نقف في صف هذه ولا هؤلاء ، لكن أن يصل الأمر للملاحقة وللتدقيق من أجل صبغة أظافر في اليدين! لو كانوا هؤلاء الرجال عقلاء لكان ابتعدوا منذ بدء التصوير، وكفى الله المؤمنين شر القتال . لكن التشدد على الأمور الصغيرة تذهب العقل وتغيبه وتخدره .
والعجيب في تويتر والفيس بوك والمنتديات تراشق عظيم من مجتمعنا بوصفها بأوصاف لا تليق أبداً بشخصية إسلامية نبعت من رجل عظيم ، هل وصل بنا لهذا الحد نهتم بالقشور ونترك الجوهر والصفاء في الخلق . اعلم إن الأخلاق هي من تحدد إنسانيتك قبل دينك ، فالسب والشتم هي من صفات الجبن ذات الشخصية المهزوزة الخاوية من جوهر الدين السليم . كيف تضمن جنتك وأنت هكذا ، أنت محاسب بمن شتمته يوم الحساب ، فالرب يحاسب العباد فيما شجر بينهم قبل كل شيء .
السؤال هنا أين الأخلاق التي درسوها في المناهج الدراسية ، أين المحاضرات التي سمعوها من رجال الدين من خطب رنانة ؟ المشكلة يا أعزائي الشتم والسب من أجل الدفاع عن رجال الدين أو عن مؤسسة دينية ، أي لو كان الأمر لجهة أخرى كالمرور مثلاً أو البلدية لما وجدنا ذلك أبداً ، لكن من الواضح إن التعصب يهلك المبادئ والقيم.
هناك ثمة أسئلة تطرح ذاتها : لماذا أدافع عن شيخي بالشتم والتكفير والزندقة وأخيراً وليس آخراً بالقذف ؟ نسأل الله السلامة من تلك الشرور . حقيقةً بات العقل يحتار هل العلة من المناهج أم الأساتذة أم بيئة التربية التي تربي فيها الشاتم ؟ أترك الجواب لكم.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *