ممنوع الدخول لغير العاطلين

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن ظافر[/COLOR][/ALIGN]

هل تشعر من خلال نظرة الآخرين لك أنك بلا قيمة ؟ هل ترى نفسك فقير بن فقير بن أمٍ غدا قلبها من فرط بؤسك مهشم وكسير ؟ هل تشعر بتثاقل الأرض بك حتى لكأنها تهمس لك كلما مشيت في مناكبها أنك ممن يجب عليهم أن يكونوا في جوفها لا على ظهرها ؟ هل تشعر برغبة ملحة في الهجرة لأي بلد لتعيش كما يجب أن تعيش .. بثوب بال أو بثوب أنيق .. ببطن خاوٍ أو ببطن مليء .. بمأوى أو بدون .. من دون أن يراك أحبابك وأقاربك وأعداءك !! لأنهم إن رأوك فلن تخرج نظرتهم لك عن الشماتة أو الشفقة أو التصغير أو التحقير ؟ هل تشعر بأن وطنك لا يريدك أو ليس في حاجة لخدماتك .. بمعنى أنك مواطن زائد .. وجودك كعدمه بل وجودك عبء .. وعدمه خلاص وراحة وطمأنينة لا لشيء إلا لأنك مرهق للبلد !! أرهقتها باستنشاق الأكسجين كل يوم .. كل ساعة ..كل دقيقة ..كل لحظة . ألم يخالجك ولو لمرة واحدة أن هناك من يمتن عليك الشهيق وحجم ذرات الأكسجين التي استهلكتها لوحدك منذ ولادتك وحتى اليوم بلا مقابل !! وفي ذات الوقت يؤنبك على كثرة الزفير !!
أوتشعر بأنك لست مرهق للبلد فحسب .. بل وملوث أيضاً ؟ وفوق ذلك .. تطلب وتطلب ولا تفتأ تطلب !! هل تشعر أنك تستحق كل ما تطلب ؟ أترى أن من الضروري أن تكون مثل الناس ؟ إن عملوا تعمل .. إن سكنوا بيوتاً تسكن .. وإن تزوجوا تتزوج !! هل قال لك أحدهم يجب ألا تكون إمعة ؛ إنما فريد من نوعك !! إن عاش غيرك تموت أنت !! إن فرح سواك تحزن أنت ؛ بل وتتمرغ في الحزن !! لا تجعل عينك تنظر للسماء كما يفعل كثير من الناس .. اجعلها تنظر للأرض .. لمكان قدميك .. وإن استطعت فافقأها حتى لا ترى ما لا يجدر بك وبأمثالك أن يراه ، ثم ألا تخشى إن رأيت غيرك أفضل منك أن تحل عليك اللعنة !! ومن ثم تصاب بداء الحسد .. فتصبح ذاك اللص المشكوك في أمره !! والحاقد المنبوذ من أهله وأقاربه وعشيرته والناقم المتربص بما يملكه غيره !! هل تتوقع أن يكره الآخرون الحياة لأن حضرتك جائع .. أو أن يكف الآخرون عن الضحك والفرح والسفر والبيع والاختلاس لأن حضرتك في تيه وحيرة وبؤس ؟؟ تدري .. مادمت تشعر بكل هذا فبإمكانك الدخول عبر هذا النفق الذي سبقك إليه حوالي المليونين من أمثالك .. إنه نفق العاطلين والعاطلات الذي لا يعلم كيف وأين ينتهي .. لكن لا تنس تأخذ لك وأنت ماشي تصبيرة ( حافز ) هذا إذا اجتزت سوره العظيم !
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *