ممكن أن تكون قاصاً
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
كان يعطف عليها.. ويرعاها.. لا يدع فرصة لعونها إلا كان حاضرا ليلبيها.. كان يخرج كل صباح حافي القدمين.. يتحاشى أشواك \”الحقل\” في يمينه \”منجل\” لقصف ما بدأ يذبل من الأشجار.. وفي يساره إناء يملأه \”لبنا\” من تلك البقرة التي تستسلم له وهو \”يحلبها\” ليذهب بذلك \”اللبن\” اليها قاطعا مشواراً طويلا.. غير عابئ بما يتناقله البعض عنها.. وعن سلوكها.. كانت في عينيه \”زهرة\” تكالبت الظروف عليها.. لتذبلها.. كان يقدر فيها كفاحها – وصبرها.. لكنها لم تكن في صدق مشاعره نحوها.. وهذا ما عرفه من احد اصدقائه الذي فاتحه ذات يوم وهما يجلسان تحت جذع شجرة عن كل شيء عنها.. شهق وهو يسمع كل هذا حس كأنه طعن.. وراح يبكي.. بكاءً صامتاً.. وراح يتساءل لماذا خدعته؟ كيف استطاعت ان تريه وجه البراءة وهي تخفي وجها آخر هو وجه \”الرذيلة\” نفض ثيابه ودخل الى غرفته.. انطوى على نفسه.. لم يعد يطيق ان يرى وجه صديقه لكي لا يذكره بها.. ولم يعد يفارق الحقل.. ربط صداقته.. مع \”كلبه\” ومع بقرته الحلوب كره كل شيء حتى اسمها.
ذات يوم اتاه \”صديقه\” بوجه بارد يقول له تعال معي.. لكي نراها.. انها \”تموت\” رفع إليه عينين ذابلتين دون ان يقول كلمة.قال صديقه انني اقول لك \”انها تموت\” وانا اعرف مدى طيبة قلبك انها في حاجة الى المساعدة وانت قادر على هذه المساعدة بشكل او بآخر.نظر الى صديقه – بحرقة – وهو يتمتم أأنت تقول هذا.؟ انك انت من افسدت حياتي..كان يتقطع من داخله.. لكنه لم يستطع اساءتها بخداعها له وقرر الصمت.
هذه رسالة قذف بها الفاكس من أحد القراء يسأل هل لديه إمكانية ان يكون قاصاً.. وأقول له نعم.
التصنيف: