معظم الصراعات البشرية بما فيها الصراعات الدموية المسلحة منشأها عقدة واحدة .. عقدة الأنا المتضخمة ، سواء في قالبها الفردي ( فرعون ، الإسكندر المقدوني ، هولاكو ، هتلر ….) أو في قالبها الجمعي ( النازية ، الصهيونية ، داعش ، الحوثيون…..) ، فالأفراد أو الشعوب أو الجماعات التي تنطلق من فكرة كونها أكثر تفوقاً من غيرها لابد وأن تحاول إثبات ذلك على الأرض ، وغالباً ما يكون ذلك من خلال تصفية خصومها الأقل تفوقاً منها ( من وجهة نظرها ) ، إما بطرق مباشرة كما في الحروب أو من خلال الحيل ودس فتائل الفرقة والتشرذم في أوساطها .
عقدة الأنا المتضخمة بالفوقية العرقية والاصطفاء الإلهي وهم يتم تسويقه والترويج له في الأوساط المجتمعية المتخلفة لتجييشها وتشكيلها والدفع بها لتحقيق مآرب الساسة الذين يدرك معظمهم أن ما من وسيلة لتطويع شعوبهم أفضل من هذا الأسلوب ، وحينما يقتنع هؤلاء الأتباع أنهم خير من تشرق عليهم الشمس ، فما على ساستهم حينها إلا تحميلهم عبء تنظيف الكون وتطهيره ممن هم أشر من تشرق عليهم الشمس ، وهو ذات الإطار الذي يستخدمه كل من الداعشي والحوثي وحزب الله ، الطرف الآخر كافر مرتد وأنتم فقط المؤمنون ، هم الخونة وأنتم الأمناء ، أنتم أنصار الله وهم أنصار الطاغوت … وغيرها من الثنائيات التضليلية التي لم تزل تفتك بالمنطقة العربية ، وتفتت مقدراتها دولة بعد دولة ، ومدينة بعد مدينة ، وعائلة بعد عائلة ، كل ذلك بسبب السعي الخفي للسلطة ، التي ما أن يصلوا إليها حتى يتنكروا لكافة القطعان التي حملتهم إليها بدمائهم وأشلائهم وأحلامهم ، ليعيدوا الأمة عنوة لأخطاء التاريخ من أمثال ملوك الطوائف في الأندلس ، حينما قرر كل ملك أن يضع رمحه في خاصرة الملك الآخر ، بدلاً من توحيد البلاد والعباد والاتفاق على منهجية محددة عادلة تحتوي الجميع في توزيع الثروات وتبادل السلطات ، والمحصلة كما تعرفون هي تآكل أرضهم قطعة بعد قطعة في جوف جيوش الشمال النصرانية المتحدة ، وما أشبه اليوم بالبارحة ، حروب على العرق والهوية والمذهب ، وصراع ممجوج على السلطة ، ليس من أجل إقامة العدل كما يتوهم المخدوعون ، إنما للاستئثار بالقوة والنفوذ والمال من خلال الاستئثار طبعاً بالحكم وشوكة السلطة ، تأملوا خارطة العالم جيداً واسألوا .. أين هي تلك الحروب من دول أوروبا وأمريكا واليابان ؟ لماذا تعيش كل تلك الدول وهي في منأى عن القتل المقدس الذي نراه يومياً في دولنا العربية والإسلامية ؟ قل لماذا بصدق .. وستجد تحتها الكثير مما قيل ومما لا يفترض أن يقال .
@ad_alshihri
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *