[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فدوى موسى [/COLOR][/ALIGN]

بدون استئذان، ودون طرق الباب يزاحمنا الملل كثيراً بدعوى رتابة الحياة، وسماجتها فنجد أنفسنا في حالة نفسية غارقة في الضيق والتأفف . نتفنن في شكوانا منه ويتفنن الآخرون في وصفات العلاج.. شكوت لصديقتي «ذاك اليوم» الحالة التي حاصرتني منه فقالت على الفور وهي التي تجيد الحلول الجاهزة الباردة «يا زولة أعملي نيولوك تطرد حالة الزهج مباشرةً دون أي تردد».. فقلت لها «أقول ليك قولة براي بفك زهجي ومللي».. «كيف؟».. «أرجع لبرنامجي القديم اللف وسط المستشفيات والاكتفاء باحساس أنني أملك ما يبحث عنه الآخرون !! كيف لا أقدر قيمة الصحة التي يبحث عنها البعض في شهقة أوكسجين.. يا زولة الملل دا بطير مننا ساي».. والأصل أن الغلو في اتباع وتيرة حياة واحدة ربما يكون وراء الملل والزهج… والشيء المتعارف عليه الآن الملل أصبح لازمة من اللوازم النفسية والاجتماعية لضبابية الكثير من وقائع الحياة ،، وخلو التفاصيل من الروحانيات التي تملأ جنبات وزوايا الأرواح ، وتحلق بها عندما تضيق فسحة الواقع المعاش.. وهذا بالتأكيد لا يعني أن هناك من لا يقع تحت طائلة هذه الآفة لأن حالة الاعتقاد ولو على الروحانيات ربما تولد داخل النفس البشرية المعقدة الحالة للشائعة وكلنا نتفاجأ عندما يذهب البعض إلى أن الملل مرض عضوي ولا يثبتون ذلك بالدلائل القاطعة.
فالشيء المعروف أن الإحساس النفسي المنحرف هو أقرب للحالات المرضية العضوية.. فالروح تحتاج لإمدادات غذائية متقدة العناصر تمد شرايين وأعصاب الأنفس للاستزادة من غذاء ملكات الإنسانية من ذات عليا عظمى تعرف خبايا الأنفس ، وما تطوي السرائر، وهذا الإدراك لا يتم إلا باطمئنان القلوب تجاه بارئها لأنها بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولنا وقفةٌ مع هذه الأبيات الداعية للتفاؤل والاصطبار:
يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه
لا تيأس فإن الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة
لا تجزعَنّ فإن الصانع الله
إذا ابتليت فثق بالله وأرضَ به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالَكَ غير الله من أحدٍ
فحسبك الله في كلٍ لك الله
آخر الكلام:
عندما لا نتحمل أنفسنا وتضيق علينا الدنيا بما رحبت.. لنا داخل أنفسنا أسرار ومفاتيح تقودنا لإدراك المطلوب وتحرير الإرادة والقفز فوق الإحساسات المهزومة البالية… فقط قليلٌ من الأمل وكثيرٌ من اليقين بالله. (مع محبتي للجميع)
كاتبة سودانية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *