مكة المكرمة وحمــــايتها من الجريمة

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سمير علي خيري[/COLOR][/ALIGN]
تظل مكة المكرمة ام القرى مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومولد خاتم الانبياء والمرسلين ومأوى افئدة المسلمين وقبلتهم وفيها بيت الله الحرام ومشاعره المقدسة التي يحج اليها جميع المسلمين من مشارق الارض ومغاربها قال تعالى : \” واذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام \” صدق الله العظيم .
ومن هنا نجد مكة مدينة النور والايمان ولها قدسية عظيمة جداً قد لا يعرفها الكثيرون ولها حرمة دينية لا يمكن تجاوزها بأية حال من الاحوال فقد حرم فيها الخالق عز وجل جميع الجرائم من قتل وسرقة وزنا وسطو على المنازل وهتك للاعراض وتزوير وغيرها من الجرائم البشعة التي نقرأ عنها في الصحف المحلية .
فالذنب فيها مضاعف كما هو الاجر فالصلاة في مسجدها الحرام بمائة الف صلاة بينما في جميع مساجد المعمورة بسبعة وعشرين درجة باستثناء المسجد النبوي الشريف بألف درجة .
ومع الطفرة التي تعيشها بلادنا منذ ثلاثين عاماً وسياسة الانفتاح حيث تم استقدام الملايين من العمالة الوافدة كان لمكة نصيب منها كما ان مكة لها ظروف خاصة وهي مفتوحة طيلة العام تستقبل ما يقارب من ثلاثة ملايين ما بين حاج ومعتمر معظمهم من دول فقيرة يحاولون البقاء فيها بل يحلمون بذلك ويتبعون جميع الطرق المشروعة وغير المشروعة للبقاء مما زاد أعداد المتخلفين بها وزادت معهم جرائمهم وتنوعها وتطورها بل وشراستها أحياناً من قتل وسرقة وخطف لحقائب السيدات وسطو على المنازل وسرقة للمحلات التجارية وترويج للمخدرات وغيرها كثير .
ومن المؤسف ان هذه الجرائم زادت وأصبحت تحدث يومياً دون احترام لقدسية المكان ومكانة مكة الشريفة في قلب كل مسلم .
ومن هنا نجد انفسنا امام فئة لا يخافون الله لهم عادات سيئة في القتل والاجرام واصحاب ضمائر شرسة وقلوب قاسية وميتة والعياذ بالله حمانا الله واياكم ولذلك كان لابد من ان تقوم حكومتنا الرشيدة بالعديد من الاجراءات المناسبة والفعالة لحماية مكة وسكانها من ازدياد معدلات الجريمة فشاهدنا مجهودات جبارة وكبيرة ورائدة من شرطة ودوريات ومباحث ومكافحة المخدرات ومكافحة التسول يقومون بدورهم في القبض على المجرمين والمخالفين للانظمة واصحاب السوابق والمتاجرين بالمخدرات وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم الذي يستحقونه .
ومن ضمن الجهود ما تقوم به شرطة العاصمة المقدسة بحملات توعوية للجاليات التي تكثر في مكة كجالية البرماوية والجالية الافريقية من خلال \” برنامج مكة بلا جريمة \”.
كما ان تطبيق نظام البصمة في جوازات مكة كان له دور كبير في منع اصحاب السوابق من العودة الى هذه الديار المقدسة مرة اخرى بأسماء مزيفة فنظام البصمة نظام اكثر من رائع سيكون له اثره الفعال في القادم من الايام .
وآخر هذه الاجراءات الجميلة والرائعة والتي اسعدتنا ما نشر في جريدة المدينة في عددها الصادر برقم ١٦٥٤٥ وتاريخ ٩ شعبان من العام ١٤٢٩هـ المضمن \” بأن الجهات المعنية بالعاصمة المقدسة بدأت بإبعاد اي اسرة اجنبية تقيم بمكة يتم القبض على احد افراد ابنائها في اي جريمة جنائية سواء سرقة او خطف حقائب او سكر وكذلك العمالة الوافدة التي تمارس التسول او البيع المتجول او العمل لدى غير الكفلاء .
حيث اوضح مدير ادارة متابعة الوافدين بالعاصمة المقدسة المقدم سهل المطرفي في تصريحه للجريدة المذكورة قائلاً : بأن القرار تم البدء في تنفيذه وكانت له انعكاسات إيجابية كبيرة على انخفاض معدلات الجريمة في مكة موضحاً بأنه تم إبعاد العديد من الاسر التي تم ضبط احد ابنائها في جريمة جنائية وصدرت بحقهم احكام شرعية، كما اوضح الناطق الاعلامي بشرطة العاصمة المقدسة بالنيابة الرائد زكي الحربي لنفس الجريدة ان القرار ساهم مساهمة فعالة في انخفاض الجريمة خاصة في اوساط الجاليات الاسيوية وبعض العربية والتي بدأت في المحافظة على ابنائها من الوقوع في الجريمة .
وفي نظري ونظر الكثير ان هذا اجراء اكثر من رائع نتفاءل به ان شاء الله في القادم من الايام في القضاء على الجريمة المنظمة وغير المنظمة في احياء مكة العشوائية والحديثة ايضا .
واتمنى من كل قلبي ان يعمل به في جميع مناطق المملكة وخاصة مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام المدينة المنورة لما لها من قدسية عظيمة كما انني اقترح ان تكون هناك قناة فضائية لساعات محدودة وباللغة العربية والانجليزية والفرنسية توضح انظمة هذا البلد وقوانينه والعقوبات الشرعية التي ستطبق على كل من يخالفها والاعلان عن الجرائم التي تقع والعقاب الحاصل على اصحابها مع نشر اسمائهم وصورهم ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر وان تكون هناك برامج ميدانية واعلامية وثقافية وارشادية تحثهم على الابتعاد عن ما يخالف الانظمة من جرائم تغضب الله ورسوله والمؤمنين .
ونرجو من الله ان تكون تلك الاجراءات طريقاً للقضاء على الجريمة او الحد منها ان شاء الله وحتى لا تشوه صورة هذه المدينة المقدسة امام العالم اجمع لتكون ناصعة بيضاء ونحفظ لها مكانتها وقدسيتها .