[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

الحديث عن هموم السعوديين والسعوديات وما يتعرضون له من مصاعب يومية تقف عثرة في طريقهم الموصل لمعانقتهم أحلامهم و أمانيهم على ما يبدو لا نهاية له , فرغم بساطة تلك الأحلام التي استوطنت قلوبهم إلا أنهم سيجدون أنفسهم مجبرين على الدخول في مواجهة مباشرة وحرب طويلة من عدة جبهات حتى يكاد بعضهم يفقد عقله بعد أن يكتشف أن السفر لأفريقيا زحفاً على البطون أسهل من نقل حلم مواطن سعودي بسيط إلى الواقع ما دعاني لهذه المقدمة القصيرة هو صاحبنا ( مُقعِد ) والذي على ما يبدو أن فروع الإدارات الحكومية في محافظة الزلفي قد دخلت في معاهدة سرية اتفقت فيها على أن تجعل لهذا المواطن المغلوب على أمره من اسمه نصيب قرر صاحبنا في أحد الأيام أن يفتتح مؤسسة للمقاولات العامة يساعد من خلالها في تنمية وطنه ومنافسة العمالة التي عاثت في السوق فساداً بالإضافة للحصول على دخل مادي جيد يضمن لطفلتيه جنان وغلا مستقبلاً آمناً بإذن الله يكفيهما شر الحاجة , لكن تلك المبررات لم تكن كافية لدى بعض موظفي تلك الإدارات , فبعد أن قام صاحبنا بوضع اسمه ( الخماسي ) على لوحة المحل المضيئة والتي زينها بأبراج وناطحات سحاب توحي لمن يراها من المارة أن صاحب هذه المؤسسة في طريقه لاكتساح ( سعودي أوجيه ) كان مكتب العمل هذه المرة حاضراً بشطحاته المعتادة مطالباً صاحبنا بأن يقوم بتوظيف سعودي من خلاله يدعم السعودة ويقوم بصرف مرتب شهري يقارب الثلاثة آلاَف ريال وكأنه يعلم أن صاحبنا رجل ثري يرفض الوظيفة لأنها تقوم بتقييد حركته . المضحك المبكي أنه لو كان مكتب العمل يعمل بجد لساعد مقعد نفسه في الحصول على وظيفة محترمة تنسيه حلم المؤسسة بأبراجها ولكان أيضاً يقف في وجه تلك العمالة السائبة التي تنهش في جسد السوق على حساب التنمية الوطنية فالأجنبي أتى للمال فقط أما السعودي فهمه الأول وطنه و سمعته قبل ماله وهنا يكمن الفرق ! الأهم من كل ذلك أن صاحبنا قد عثر بعد عناء على موظف سعودي و أصبح الآن في ذمة التأمينات الاجتماعية والتي بدورها أخبرته أنه بحاجة لفترة تقارب الشهر حتى يكتمل نمو ذلك الموظف وتتم ( زحلقته ) في البرنامج و مع دعوات جميع أقارب و أصدقاء صاحبنا الصادقة بعد كل صلاة ظهر الموظف السعودي في الجهاز و عاد مقعد لمكتب العمل لاستكمال ما تبقى من أمور , سأله مفتش مكتب العمل هل وضعت اسمك الثلاثي على اللوحة ؟ أجاب صاحبنا بل وضعت لكم اسمي الخماسي ( بالعافية عليكم ) ! سأله بريبة و شك هل وضعت مكتبا و كرسيا ؟ أجاب بنعم , سأله مجدداً هل وضعت رقم ترخيص البلدية ؟ حتى وصلت الأمور بعد ذلك إلى مطالبتهم له بوضع رقم السجل التجاري ولم يبق إلأ أن تتوسط صورة مقعد الشخصية لوحة محله المزدحمة بناطحات السحاب ! مرت حتى الآن أربعة أشهر ولم يحصل صاحبنا على تأشيراته الثلاث المنشودة , من ياترى المسؤول عن قتل أحلام البسطاء منا و لماذا يتفنن البعض في إعادتنا لدرجة الصفر ؟ هل هو النظام في بعض بنوده أم العيب في من يطبقه من موظفين ؟ هل كان مقعد بحاجة لنظام يحميه أم كان فعلاً بحاجة لواسطة تنجيه عناء كل هذا ؟ ثم سيأتيك بعد كل هذا أحد المسؤولين متهماً شبابنا بالكسل و عدم البحث عن الرزق , الأهم من حديث ذلك المسؤول أن أبا غلا ومن منطلق حسه الوطني قد وعد أصدقاءه بوليمة دسمة حال زوال هذه الأزمة .
twitter : @saudibreathe
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *