[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

توجيه النقد لا يعني قطعا تعميم ذلك المفهوم والسلوك الخطأ وصحافتنا لا تبحث عن الإثارة بقدر بحثها عن الحقيقة وعلاج الخطأ في حالة وجوده لقد تابعت في جريدة المدينة ليوم الخميس الفايت خبرا مفاده « طلاب جدة يفضلون لعب البلوت في المقاهي على مقاعد الدراسة « نشر الخبر في الصفحة الأولى والأخيرة مدعوما بالصورة وهو ما أثار اهتمامي وامتعاضي خصوصا عند تأملي الصورة المصاحبة للخبر, فقد يظن البعض أن معظم طلابنا على هذه الإشكالية وأن مؤسساتنا التربوية قد تتجاوز في أنظمتها مايوحي للمتابع بأن مثل هذه السلوكيات لاترتقي لاهتمام قادة الميدان التربوي بينما طلابنا في أيد أمينة لمن اؤتمنوا على مستقبل هذه الأجيال وحملوا على أعناقهم أعظم رسالة تربوية وبذلوا لأجلها الجهد والوقت وإن ذلك من صميم واجباتهم وأخلاقيات الرسالة التي حملوها إن تمرير مثل هذا الخبر على شريحة كبيرة من أبنائنا الطلاب قد يكون حافزا لبعضهم بمحاكاة التقليد السلبي في الوقت الذي يوجد الكثير من الطلاب لا ترضيهم هذه السلوكيات وإنما من حقهم إيجاد البدائل التي تصقل مواهبهم .
ووزارة التربية والتعليم التي تتمتع بأكبر ميزانية على مستوى الدولة لم تبخل على أبنائها الطلاب ولكنها تحتاج لمن يعزز أهدافها وهو أمر تفرضه الوطنية والمصلحة العامة لأن الاستثمار في تنمية قدرات هذا الجيل هو الأبقى دائما فمشاركة الصحف السعودية باستضافة مجموعة من طلاب الثانوية في أحد أيام الأسبوع الدراسي كيوم للنشاط المفتوح بإقامة ندوات وتبادل الآراء ونشرها إضافة لمشاركتهم في تحرير بعض الصفحات المتخصصة وتدريبهم في الإخراج الصحفي والتصحيح اللغوي يعتبر حافزا مغريا للكثير من هؤلاء ولدينا العديد من الصفحات التي تستهويهم كالصفحات الرياضية والمقالات الأدبية وهواة القصة وغيرها من الصفحات التي تتناسب مع ميولهم في هذه الفترة الخصبة فكريا من حياتهم إلي جانب استضافة الأندية الرياضية لمجموعة مماثلة فهذا أيضا حافز معنوي لهذه الشريحة العُمرية كذلك البنوك المصرفية بإتاحة برامج تدريبية مماثلة دون عوائد مالية تصرف للطلاب فالكثير من رؤساء مجالس إدارات هذه البنوك وإداراتها الإقليمية وكبار موظفيها تربوا بأحضان مؤسساتنا التربوية وتخرجوا منها ومنهم من واصل تعليمه الجامعي ودراساته العليا وكذلك كبرى الشركات السعودية فهي قادرة على المشاركة الفاعلة فأرامكوا السعودية لها اليد الطولى في كسب العديد من شباب الوطن الذين انضموا إليها بعد تخرجهم فلماذا لا يكون التواصل مسبوقا بفترة ما قبل التخرج كبرامج تدريبية وكأنشطة قريبة من الواقع اليومي والمستقبل الوظيفي ؟ عندها ستقفل هذه المقاهي أبوابها صباحا ولن تجد لعبة البلوت متسعا للوقت الضايع وهواة التحدي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *