** الحديث عن:”محمد حسين أصفهاني” رحمه الله، من الندرة بمكان! عرفته يوم كان يبيع الصحف المصرية وله محل محدود المساحة في أوائل السوق الكبير، خلف هذا المحل”مسجد عكاش”! وكانت الصحف المصرية والمجلات تأتي أسبوعيا من القاهرة” عن طريق البحر تحمل هذه الصحف باخرتان بحريتان اسمهما:”الطائف وتالودي أيام الدنيا دنيا قبل عام”1952″ وهاتان الباخرتان يملكهما تجار مصريون!

** كانت الصحافة المصرية في أوج ازدهارها حرية ورجال أكفاء احترفوا المهنة، وكانت هذه الصحافة في قمة نجاحها؛ ذلك أن الذين يصدرونها أكفاء وعشاق لهذه المهنة! أذكر منها: أخبار اليوم والأخبار والأهرام، ومن المجلات”الرسالة” مختصة بالأدب يكتب فيها عمالقة الرجال عشاق ومحترفو هذه المهنة، ومن هذه المجلات”روزاليوسف ومجلة الهلال شهرية تعنى بالثقافة والأدب! كان كتابها ومصدروها عشاقا لهذه الحرفة المتميزة!

** كنت في بداية حياتي بالأدب، وكنت أذهب إلى”دكان” الأصفهاني كل أسبوع قبل وصول هذه الصحافة المتميزة وأشترى مجلة”الرسالة” بنصف ريال وأنا يومها موظف في الجمارك حيث اليوم سوق المحمل الحالي فيما يسمى بالأمس”البنط” وجنوبه مكتب”الكورنتينة والبريد، وأرجع إلى سكني في “الصحيفة” سكن”لبن” متواضع ضوؤه” فانوس وذو حجرة واحدة حينما تمطر السماء يخر ماء سقف الحجرة فأسرع إلى تغطية كتيباتي “بـ”حنبل” الذي أفترشه لطراحة نومي على ” خسفة” وأنزوي في ركن تلك الحجرة “متقرفسا” مرتدياً بيجامة، لا أشعر بقلق ولا تعب لأني شاب يافع، أكلي من السوق وشرابي في ” زير” وسيري على الأقدام، ارتدي ملابس متواضعة غير أن القناعة بركة كما يقال! ولعل حالي كما يقول المثل السائر: إذا عافاك أغناك!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *