[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

احتفلت الجزائر الشقيقة هذا الأسبوع بالذكرى الثامنة والأربعين لاستقلالها عن فرنسا بعد احتلال دام أكثر من قرن من الزمان عاث فيه الفرنسيون فساداً وعبثاً ثكلوا الأمهات ورملوا النساء ويتموا الأطفال وذبحوا مليون ونصف المليون شهيد سالت دماؤهم على ثرى أرضهم الطاهرة لم تكن حربهم على الجزائر بالطائرات والبوارج والرشاشات والقنابل فحسب بل إنها حرب شاملة على كل شيء حاولوا طمس الهوية واللغة والعادات والتقاليد وبذلوا أقصى الجهد لانتزاع الإيمان من الصدور ولكنهم عجزوا عن قهر هذا الشعب الأبي المؤمن بربه وبدينه ونبيه صلى الله عليه وسلم لأن الدين مترسخ في دمائهم قبل أجسادهم وبلغ التبجح بوزير أمنهم ليقول: (الجزائر هي فرنسا وفرنسا هي الجزائر) ولم تقو كل وسائلهم وأساليبهم الاستعمارية على اذابة هذا الشعب أو محو ثوابته العربية الإسلامية ولما يئسوا من ذلك نصبوا المقاصل على بوابات المدن واقاموا المذابح وحرقوا كل شيء الشجر والحجر والبشر وتحرك الضمير العالمي ممثلاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي طالبت بالانسحاب.
كما أن ضربات مقاتلي الصحراء الموجعة واحتجاج امهات الجنود الفرنسيين بعد أن رأوا أبناءهم يقتلون بالمئات وتحمل صناديقهم ونعوشهم الطائرة إلى فرنسا بدأ الرأي العام الفرنسي يتحرك ضد هذه الحرب الوحشية وأخيراً اقتنعت فرنسا أن الأرض ليس أرضها فبدأت بالتفكير في الانسحاب فانسحبت ذليلة مدحورة تجر أذيال خيبتها وهزيمتها وأصبحت الجزائر نبراساً لكل من يؤمن بقضيته ويجاهد من أجل حريته واستقلاله وأشرق نور الحرية على هذا البلد العريق فبدأ في ازالة آثار العدوان وقام بعملية تعريب ضخمة للغته وعاداته وتقاليده وقبل ذلك اسلامه ومعتقداته.
فتحية إلى كل المناضلين في الجزائر وعلى رأسهم الأمير عبدالقادر الجزائري الذي نفاه الاحتلال إلى دمشق
وتحية إلى أرواح الشهداء من المناضلين الشرفاء وإلى الشعب العربي الأبي الذي نهض ببلاده وأعادها إلى حظيرة الأمة العربية والإسلامية التي وقفت مع هذا الشعب بكل الامكانيات.
وتعود بي الذاكرة إلى الوراء عندما كنت في المرحلة الابتدائية كانت تقوم مدارسنا بحملة بالتبرعات للشعب الجزائري الشقيق وكنا نقبل على هذه التبرعات بفرح رغم حداثة سننا ولم نكن ندرك ببراءة الطفولة معنى الاحتلال ومعنى التمسك بالأرض وكانت تلك الحملة تحت شعار (ادفع ريالاً تنقذ جزائرياً)
ورغم محدودية مصروفنا اليومي الذي لايتعدى الأربعة قروش فكنا نحرم من وجبة الافطار التي تباع في مقاصف المدرسة ونأتي بإفطارنا من المنزل.
كان مشرفونا على التبرعات يحررون لنا ايصالاً بقيمة ريال واحد وقد احتفظت بهذا الايصال إلى يومنا هذا
نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتنا وتحية إلى الجزائر شعباً وأرضاً والعاقبة لفلسطين المحتلة إن شاء الله

** وقفة:
قال أبو القاسم الشابي:
إذا الشعب يوماُ أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *