المقصد في اللغة جمع مقاصد، ويعني الغاية، والجمع غايات.
ومقاصد الحج يعود المسلم على الصبر بتحمل المتاعب بالتنقل في عدة وسائل الى ان يصل بيت الله الحرام في مكة ويطهر النفس من الشح، والحرص على المال بما يقدمه من هدي وبما ينفقه في سفره في الحل والترحال بالاضافة الى تعود المسلم على الانضباطية في اداء المناسك في اوقاتها المحددة في الهدي ورمي الجمرات والطواف والسعي بين الصفا والمروة.
ومقاصد الحج جاء ذكره في قوله تعالى في محكم التنزيل: “واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في ايام معلومات” الحج آية (26).
وروي عن ابن عباس: ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تعجلوا الحج، فإن احدكم لا يدري ما يعرض له”.
وروي عن علي رضي الله عنه انه قال: من قدر على الحج فتركه فلا عليه ان يموت يهودياً او نصرانياً.
وروى سعيد في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال: لقد هممت ان ابعث رجالا الى هذه الامصار فينظروا من كان له جدة، ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين.
ومن مقاصد الحج في الاسلام الترفع عن شهوات الدنيا وزينتها، والتذكير بالدار الآخرة، فالميت ينتقل من دار الدنيا، دار الفناء الى دار الآخرة، دار البقاء، والحاج يتنقل في اداء فريضة الحج من مكة المكرمة، بلد الله الحرام، الى المشاعر المقدسة، بدءاً بمنى فعرفات ثم مزدلفة فمنى ثم مكة المكرمة.
والميت يجرد من ثيابه كلية، والحاج تجرد من المخيط (اللباس) لباس الدنيا. والميت يغسل بعد تجريده من المخيط والحاج يغتسل عند الميقات الذي ينزل فيه والميت يكفن في ثياب بيضاء وكذلك الحاج يلبس ازارا ورداء ابيضين نظيفين. والاموات يحشرون سواء، وكذلك الحجاج يقفون سواء على صعيد عرفات. كما ان تجمع المسلمين على اختلاف طبقاتهم واوطانهم وألسنتهم والوانهم في مكان واحد دليل على وحدتهم، فيلتقي البعيد بالقريب، يلتقي الحاج المقيم في قارة اسيا بأخيه المسلم في قارة افريقيا او امريكا، فيزداد التآلف والمحبة والمودة، وتخلق روح التعارف والتعاون والتعاضد، ويتيح للمسلم الالتقاء وتدارس كافة القضايا وتبادل الآراء في ما يعترض الدعوة الى الله من عقبات وعوائق ومشكلات والبحث عن الحلول المناسبة في جو روحي (ديني) بوجود عدد كبير من اهل العلم والفتوى والاختصاص الدعوي.
كما ان الحج يحقق الاخوة والمساواة بين المسلمين التي قررها سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: “انما المؤمنون اخوة” الآية 10 من سورة الحجرات.
وقوله تعالى “يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم” ايضا الحجرات آية 13.
وتتجسد المساواة في الحج ان الغني والفقير والقوي والضعيف والحاكم والمحكوم يقفون جميعا في صعيد واحد صعيد عرفة يؤدون مناسكهم ذاتها ويرتدون لباسا ابيض واحدا (الاحرام) احرام الحج.
ويحقق الحاج من المسلمين منافع دنيوية كالتجارة فقد اباح الله سبحانه وتعالى ذلك اذ جاء في كتاب الله: “واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم” الحج: آيات: 27، 28، والحج واجب على المسلم مرة واحدة في العمر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج مرة فما زاد فهو تطوع”.
وقال تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين” آل عمران: آية 3.
هل يبادر من يؤخر اداء فريضة الحج حتى يتزوج او حتى ينتهي من دراسته او حتى يترقى، ويترك التذرع والتعذر بأمور لا علاقة لها باداء فريضة الحج إطلاقاً؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *