مقارنة الزوجة بالفنانات

نيفين عباس

هل أصبح قلب الرجل لا يدق إلا للجمال المُصطنع ؟؟ أم أن تجارة خراب البيوت أصبحت هى الطريق الأسرع للشهرة والثروة ؟؟ قامت الدنيا ولم تقعد عند إنتشار ظاهرة إعجاب النساء بمهند الفنان التركى صاحب الملامح التى وصفها البعض بالجميلة ! فى حين أن إعجاب الرجل بفنانة وتعبيره عن حبه الشديد لها وأن زوجته مهما فعلت لن تصل إلى نصف جمالها أمرٌ عادى للغاية !

وبين هذا وذاك يستغل المنتجين والمخرجين وأصحاب الرؤية الإعلامية “الغير هادفة” من جنىّ الأرباح والأموال الطائلة على أكتاف المُغيبين عن الواقع وإيهامهم أن المرأة لم تخلق إلا للتزيين والرقص وشراء الملابس الضيقة المثيرة وليس عليها أى مسؤولية إجتماعية أخرى

يرى البعض أن المقارنة شيئ محفز على التغيير ويراها البعض الأخر أنها جارحة وغير مقبولة لدى النساء، يجلس الرجل يشاهد التلفاز ويتمعن فى جمال الفنانات المُصطنع الذى أنفقن عليه كل ما لديهن فى عيادة التجميل ويبدأ فى مقارنة هذه وتلك بزوجته ويوجه لها الكلمات الجارحة التى تمس كرامتها ولكن لماذا لم تسأل نفسك عزيزى “مهند العرب” هل أنت تصلح من الأساس أن تكون بجوار من تراها نجمة وأنثى ؟!

فى الواقع إن نظرنا إلى الرجل الذى يقارن زوجته بالأخريات خاصة الفنانات لأن للتلفاز الدور الأكبر فى خراب البيوت نجده رجل غير رياضى ويمتلك “كرش” يحجب رؤية مفاتن هذه الفنانة ! إذان لماذا قبل أن تقارن زوجتك تبدأ أنت بفسك وتقارن نفسك بالرجال والنماذج الناجحة التى قد تعجب بها أى إمرأة ؟ ولماذا من الأساس المقارنة ؟ إلى هذه الدرجة وصلنا إلى مرحلة من السطحية تجعلنا نقيم بعضنا البعض بالشكل الخارجى فقط !

وما يشعرنى بالغضب حقاً الأنانية المُفرطة التى يتمتع بها بعض الرجال الشرقيين، فهو يرى أنه مباح له مقارنة زوجته بكل النساء وتوجيه الكلمات الجارحة لقلبها فى حين أن المرأة محرم عليها حتى التصريح بأنها تحترم هذا أو تُعجب بأفكار ذاك !

لا أنكر أن نسبة كبيرة من النساء يتغيرن بعد الزواج والإنجاب ولكن لماذا دائماً المرأة هى موضع الإتهام ودائما الجانى، فى حين أن نسبة كبيرة من النساء مجنى عليهن، إذا ناقشت المراة زوجها أو حاولت حتى أن تصل له فكرة أن يغير من مظهره أو طريقة تفكيره حتى يكون مثل “فلان” نجد ثورة من الغضب وإتهامات وإهانات للمرأة لأنها ببساطة جرحت “مهند العرب” جرح لا يغتفر وهو ما يرفضه الرجل الشرقى تماماً، لكن مباح له أن ينتقد ويوجه النقد اللاذع والجارح للمرأة فى حين أنه يرفض تماماً مقارنته بأحد وكأنه مُنزه عن أى خطأ ولا يخون أو يخطئ

ما يحدث الأن من إنتشار للقنوات الفضائية أعطى مؤشرات خطيرة على المجتمع فأروقة المحاكم تكتظ بدعاوى الطلاق والأسباب تافهة منها مقارنة الزوجة بغيرها من النساء، الإسلام لم يمنع المرأة من التزيين والتجميل من أجل إسعاد زوجها ولكن ما يجب أن يعرفه الرجل الباحث عن جمال الشكل فقط أن رأس مال هؤلاء النساء ما هو إلا جمال مُصطنع ينفقون عليه ألاف الريالات حتى يصبحون نجمات غلاف المجلات ولكن ليس لديهن مسؤولية أو أسرة يقمن ببنائها وإن ذبل هذا الجمال مع الوقت وهو ما يحدث لكل إنسان فسيهجرها المتابعون والمعجبون !

لا أنزه المراة عن الخطأ لأنها هى مسؤولة أيضاً عن إيصال زوجها لهذه الحالة من المقارنة، فهى لم تهتم بنفسها كما كانت فى السابق ولم تراعى الزوج فى ظل إزدحام جدولها اليومى بمشاكل الأطفال وكأن الرجل لا يتزوج إلى أول سنتين أو ثلاث فقط من حياته وباقى السنوات يظل يعمل حتى يجنى الأموال للمنزل ويؤمن حياة كريمة للأسرة دون الإكتراث له أو لمتطلباته

الزوجة الذكية هى التى تستطيع أن تجعل حياتها كل يوم شهرعسل كامل لا تجعل الرجل ينفر منها تجعله دائماً فى حالة إشتياق وعشق لها غير مكترث بأى إمرأة أخرى من النساء مهما كانت جميلة فهى وفرت الجمال الخارجى والجمال الداخلى الذى يجعله لا يرى غيرها من النساء فإعملى على ذلك عزيزتى الزوجة فهو قبل أن يكون حقك فهو حق للرجل أيضاً

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *