[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]تـركية الـبـوسـعيـدية [/COLOR][/ALIGN]

كلنا يعشق الحياة بكل ما فيها من متع ومباهج وأفراح ومظاهر ضاحكة على طول الخط مبتسمة… وقد خلقنا الله درجات منا الغني، ومنا الفقير الذي يبحث عن قوت يومه من رفات قد خلفها الأغنياء في مزبلة التاريخ كي يكون شاهدا على عصر ذهبت وانصهرت فيه القيم والأخلاق… وظهرت الاختلافات على أتفه الأسباب في البيت الواحد … كانوا في السابق يتقاسمون الدفء والحنان ويتقاسمون الآهات والأنات … ولكن اليوم مع الانفتاح الشاسع وإيقاع الحياة السريع تغيرت المثل فما كان بالأمس ممنوعا وحراما أصبح اليوم مسموحا ومتاحا على طول المدى … ما عليك إلا أن تختار أحد الطريقين وإلا تكون رجعيا جئت من الزمن الغابر كما سوف يطلقون عليك رجعي…
في بعض المجتمعات المحافظة المرأة لا تخرج من بيتها إلا وهي منقبة لتحفظ نفسها من بعض العيون الجارحة الشيطانية … قيل عنها في الجانب الآخر ما زالت نساؤهم رجعيات متخلفات يعيشن في الصحراء.. لكنهم للأسف لم يقرؤونا جيدا لا من بعيد ولا من قريب وإلا لعرفوا أن تحت هذا النقاب وهذا السواد علم وفهم وحرية وأعلى الشهادات وأرقى الحضارات … يؤسفني أن أصادف أحيانا في دول غربية أنهم لا يعرفوننا إلا إذا قلت لهم أنا من دولة خليجية ساعتها تسعفهم الذاكرة في الحال ليشيروا إليكم أنتم الذين أمام بيوتكم آبار من النفط ؟ فهم خاطئ مترسخ في عقولهم من يا ترى السبب ؟ نحن أم أعلامنا ؟ أم تاريخنا المسيس ؟ أم الانطباع السيئ الذي يأخذونه عنا عندما نذهب إليهم ؟ لا نكون سفراء لبلداننا ؟ لربما، مع إننا نحن العرب أجدادنا علموهم معنى النظافة وعلموهم شق الطرق والقنوات المائية وأجدادنا أصحاب علوم الكيمياء والفيزياء والرياضيات وعلم الفلك … لكن عندما تقاعست الأجيال عن نهج الأجداد أخذوا هم كل العلوم وطوروها وبقينا نحن نستورد منهم العلم بأثمان باهضة .
… أسرد قصة حدثت معي منذ سنوات حضرت ندوة عن العلاقة بين عمان ودولة ما سألتني إحدى المشاركات من تلك الدولة هل صحيح عندما تكون المرأة في البيت لا تعمل شيئا مجرد أنها تحمل، ثم المربية تقوم بتربية الطفل ؟ والزوجة تلبس وتأكل وتنام وتخرج للحفلات ؟ استغربت من أسألتها فقلت لها من قال لك ذلك ؟ ولماذا ؟ قالت لأنكم دولة نفطية… فقلت لها هذه المعلومات غير صحيحة … المرأة العمانية امرأة مشاركة للرجل في العملية التنموية إ ذا خرج يعمل فهي تظل تربي الأجيال … المرأة العمانية أم عظيمة وجلالة السلطان يثق في قدراتها وفتح لها المجال فأصبحت المرأة صاحبة قرار توكل لها مهام كبرى …
فهي اليوم وزيرة ووكيلة وسفيرة وعضوة في البرلمانات … وما تتحدثين عنه فيه كثير من المغالطات فنحن لا نرضى هذا الإتهام … وحادثة أخرى حدثت معي عندما كنت في ألمانيا وبالتحديد في (بون ) كنت في الحديقة أقرأ كتابا وجاءت امرأة ألمانية مسنة جلست بجانبي فقالت: أنت عربية ؟ بلغة انجليزية مكسرة … فقالت لي أنتم تقرؤون مثلنا ؟ لم أعيرالموضوع اهتماما ثم تبادلنا العناوين وأرقام الهواتف ثم طلبت مني أن أرسل صورة الجمل الذي نتنقل بواسطته و فوقه طفل كما يعتقدون ذلك… إننا لا نعرف وسائل النقل الحديثة وأننا ما زلنا نتنقل بالوسائل البدائية الجمل و الحمار ووراءه كلب… ثم هززت رأسي موافقة .
لكننا لا نلومهم نلوم أنفسنا ونلوم أعلامنا الذي لا ينقل الصورة الصحيحة عنا.
الشبيبة العمانية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *