مـن ابن عروس، إلى سكان العروس

Avatar

[COLOR=darkblue][ALIGN=LEFT]علي خالد الغامدي[/ALIGN][/COLOR]

* السبت:
كأني بالشاعر العربي القديم (ابن عروس) قد ظهر فجأة في (المناطق المنكوبة) من مدينة جدة اثر السيول الدامية ليردد على مسامع من بقي من سكانها هذا البيت المعبر، أو هذا الموال الحزين:
لابد من يوم تترد فيه المظالم
أبيض على المظلوم، أسود على الظالم
وقد مرت سنوات على سماعي لهذا البيت، أو الموال وأنا أظن انه من تأليف شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودي فهو قريب من (مواويله) وأشعاره، وأفكاره، وزاد من هذا الظن انه قام بكتابته ضمن مُقدمة أحد المسلسلات المصرية إلى أن صحح لي المعلومة الروائي الكبير ابراهيم عبدالمجيد في لقاء صحفي معه أوضح فيه أن بيت الشعر هذا هو من تأليف الشاعر العربي القديم (ابن عروس)..!
ورد المظالم هو الآن أمانة في يد لجنة التحقيق بعد أن ضاعت أسر بكاملها في مياه السيول، ومازال البحث جارياً عن ضحايا مازالوا في حكم المفقودين رغم مرور ثلاثة أسابيع على الكارثة..؟
يارب..
اجبر النفوس المكسورة، واشفِ القلوب الموجوعة، والمفجوعة..
يارب..
ارحم الذين قضوا في هذه الكارثة رجالاً، وشيوخاً، وشباباً، ونساءً، وأطفالاً، وأرحمنا من الظالمين، والمرتشين، والمتوحشين، والجشعين، والطماعين، والمستغلين.
* الاثنين:
بقدر ما كان الأمر الملكي سريعاً بإطلاق سراح بعض سجناء الحق العام بمناسبة عودة الأمير سلطان إلى أرض الوطن بقدر ما كانت اجراءات اطلاق سراح هؤلاء السجناء بطيئة مما (يُنغّص) على ذويهم هذه الفرحة الكبرى..
اجتماعات، ولقاءات، وكشوف تستمر اياماً بينما المفروض في مثل هذه الحالات الإنسانية أن تكون الاجراءات سريعة تتناسب مع الأمر الملكي، وأن تجتمع اللجان فور صدور الأمر الملكي، ولا تتوقف لحظة حتى انهاء اجراءات اطلاق سراح جميع السجناء الذين شملهم العفو.
لكن ما لفت نظري ما قرأته – بعد ذلك – عن البحث عن وظائف لهؤلاء المساجين بأقصى سرعة بينما لدينا – مئات العاطلين – خارج أسوار السجون مازالوا ينتظرون الفرج للحصول على عمل فهل نبحث لهم عن وظائف سريعة، أم ننتظر دخولهم السجن، ثم خروجهم منه لنبحث لهم عن وظائف بأقصى سرعة..؟
الجميع يتمنى أن يحصل المعفو عنهم على وظائف بأقصى سرعة لتحقيق الاستقرار النفسي، والأسري، والمعيشي لهم، وكذلك نتمنى ايجاد وظائف للشباب العاطل الذي يُشكل – عبئاً ثقيلاً – على الأسر، وعلى دخلها، ومواردها المتواضعة، والمحدودة، وهذا – لا يخفى – على أحد، ومن الضروري الاسراع في معالجته قبل فوات الأوان.
* الخميس:
أضحكني، وأحزنني الممثل الكوميدي أحمد آدم حينما أشار في برنامجه التليفزيوني إلى معونة قدمتها أمريكا لتدريب، وتطوير موظفي الجامعة العربية.. المعونة بلغت (50 ألف دولار).. وهي من وجهة نظر الفنان لا تليق بدولة كبرى بحجم أمريكا، وتُعتبر اهانة للجامعة العربية – لو قبلتها – خاصة وأن هناك (22 دولة عربية) قادرة على دفع أضعاف، أضعاف هذا المبلغ – في منتهى السهولة واليسر – دون الحاجة لهذه المعونة الأمريكية..؟
لكن الخبر لم يتأكد بعد، وربما كان هناك – لبس – فيه في حالة صحته..
من ناحية عدم تأكده فان الناطق الرسمي باسم الجامعة لم يصدر نفياً له..
ومن ناحية اللبس فيه فربما أن الأمر اختلط على الفنان أحمد آدم فظن أن الأمم المتحدة (التي يُحتمل انها قدمت المعونة في حالة صحة الخبر هي الولايات المتحدة)..؟
وبما أن المسألة مُهينة في كل الأحوال فإن على الجامعة العربية تصحيح الأمر فيكفي العرب الاهانات التي يتلقونها حتى تُضاف لهم اهانة من هذا النوع الغريب..؟
فهل تغار الجامعة العربية على نفسها فتبادر إلى إصدار نفي يُزيل هذا الكابوس، أم تترك للناس فرصة تداول هذه الاشاعة الخبيثة، والمغرضة، والمؤلمة.
إننا لا نريد أن تصل الاشاعات الى هذه الدرجة حتى لا يأتي يوم يُقال فيه إن الجامعة العربية بسبب ديونها سيتم عرضها في مزاد علني..؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *