مع الحوار ..وبعد مدريد
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عمر عبدالقادر جستنية[/COLOR][/ALIGN]
\” الاسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح، رسالة تدعو الى الحوار البناء بين اتباع الاديان، رسالة تبشر الانسانية بفتح صفحة جديدة يحل فيها الوئام بإذن الله، محل الصراع، اننا جميعاً نؤمن برب واحد، بعث الرسل لخير البشرية في الدنيا والآخرة، واقتضت حكمته سبحانه ان يختلف الناس في اديانهم، ولو شاء لجمع البشر على دين واحد، ونحن نجتمع اليوم لنؤكد ان الاديان التي ارادها الله لإسعاد البشر يجب ان تكون وسيلة لاسعادهم، لذلك علينا ان نعلن للعالم ان الاختلاف لا ينبغي ان يؤدي الى النزاع والصراع، ونقول ان المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الاديان، ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض اتباع كل دين سماوي، وكل عقيدة سياسية \” .
رجل العطاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لم ينفك يؤكد في كل حين على وجوب الحوار، واخذ الناس بأفعالهم لا بنواياهم، ظل يسعى داخلياً لتوسيع رؤيته، ويعمل خارجياً \” مع الآخر \” لبناء استراتجية حوار، ومنهج تعاون، وسيظل يسعى لأنه
الانسان / الملك، وهو يعلم علم اليقين ان الحوار منهج للعقلاء الاوفياء، ذوي الحنكة والحكمة، ومنهج المخلصين للبناء والتطور والتغيير، ومنهج الحق قبل ذلك كله بنص \” وجادلهم بالتي هي احسن \” .
اختتم مؤتمر مدريد اعماله اخيراً بعشرة مبادئ، وخمس وصايا، وبعض المقترحات ولكن هل حقق الاهداف؟
بالنوايا ..حقق نجاحاً لافتاً لجهة الحضور النوعي للشخصيات غير الاسلامية، واهتماماً مقبولاً من بعض وسائل الاعلام العالمية، وان كان لافتاً غياب بعض الرموز الاسلامية، اذن هو نجح عالمياً بشخصية الانسان عبدالله بن عبدالعزيز، ايده الله .
ويحتاج الى استمرار بناء الثقة بين وعي اسلامي للقبول بالآخر، باعتباره انساناً اولا، فبعضهم يعتقد ان الاديان الاخرى تضررت من بعض الذين ينتسبون الى الاسلام، اكثر من تضرر المسلمين من اديانهم ومتطرفيهم، ويسوقون الادلة على ذلك، برغم عدم قناعة الاسوياء .
بالانجاز ..يحتاج المفكرون والعلماء الى درس وقراءة اوراق العمل التي قدمت، حتى يتسنى لهم الحكم على قدرة الآخر على التفاعل مع طروحاتنا الاسلامية، رأياً برأي، …
وحجة بأخرى، واخشى ان تؤثر رابطة العالم الاسلامي بحكم تبعيتها لقناعات محددة سلفاً في قبول آراء الآخرين، للتعاون والانفتاح والتعايش، سواء في البيئة الاسلامية، التي تقبل باجتهادات المذاهب الاخرى، او حتى البيئات غير الاسلامية، التي يعيش فيها المسلمون، خصوصاً وان المؤتمر انطلق من مكة المكرمة \” حواراً للأديان \” بحضور اركان المؤسسة الدينية وبعض من خلفها، والاسوياء من العقلاء، ثم تسارعت وتيرة تغيير اسمه مرات الى ان انتهى الى \” المؤتمر العالمي للحوار مع اتباع الديانات والثقافات العالمية والمفكرين والمثقفين \” ، ووجدت ان المؤتمر ابتعد عن الهدف والغاية منه الى تعريف الارهاب، وكانما القائمون على المؤتمر لا يدركون جهود السابقين من علماء ومفكرين ومثقفين ومنهم وزراء الداخلية العرب الذين سبقوهم الى ذلك بأمد طويل حددوا فيه النص الأبرز للتعريف .
عملياً ..نحتاج الى جهود تلتقي / ترتقي من اجل حوار انساني لا إقصاء فيه، بل بذل ونقاش وتفاعل بنص يحكمنا \” فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم \” الآية \” .
[ALIGN=LEFT]omar@enigmapru .net[/ALIGN]
التصنيف: