معايير الإيواء السياحي حبر على ورق

• عبدالرحمن آل فرحان

[COLOR=blue]عبدالرحمن آل فرحان[/COLOR]

حسناً .. لا يمكن إخفاء شعوري بالسعادة البالغة لورود رسالة إلكترونية من الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالهيئة السعودية للسياحة والآثار غرة شهر رمضان المنصرم ، والتي كانت فيما يبدو لي رداً تفاعلياً وإيجابياً على ما ذكرته في مقالة كنت قد نشرتها في هذه الزاوية مطلع موسم هذا الصيف ، والتي كانت تحت عنوان ( بصراحة .. السياحة عندنا ماش ) ، وسبب سعادتي ليس ما حملته لي تلك الرسالة .. فما حملته ليس سوى توثيق للكثير من إنجازات الهيئة وجهودها المميزة في تصنيف الوحدات السكنية مع مخططات لتعداد الفنادق والشقق المفروشة بدرجاتها المتفاوتة في طول وعرض المملكة العربية والسعودية لكنها وكما قلت لكم ليست سبب سعادتي لأنها ليست بخافية على أحد ، وقد سبق وقرأتها بالتفصيل من خلال موقع الهيئة ذاتها ، إنما الذي أسعدني هو تواصل الهيئة مع الكتاب حتى وإن كان ما يكتبون لا يتوافق مع آراء الهيئة على كل حل ، وأنا وإن كنت حقاً أشكرهم على هذا التواصل وعلى هذه الرسالة الكريمة وهذا الرد الأنيق والضافي إلا أنهم لم يجيبوا عما تطرقت له في مقالتي تلك ، ألا وهي مسألة الإيواء السياحي ، وتحديداً آلية التسعير المبالغة فيها من قبل الهيئة للوحدات السكنية ( الشقق المفروشة ) ، وأيضاً ذلك التباين الواضح بين ما نراه على الواقع في الكثير من الوحدات السكنية وبين ما وضعته الهيئة من معايير لاستحقاقات التصنيف لتلك الوحدات ، والتي بموجبها تم التسعير ، أعتقد أن الإخوة في العلاقات العامة لهيئة السياحة (لم يقرؤوا )ما كتبت ، الأمر الذي يفرض تكرار الطرح لكن بشكل استفهامي هذه المرة .
لماذا ما نراه في الشقق مختلف كثيراً عما نقرأه من معايير في كتيبات ومنشورات الهيئة ؟ خذوا مثالاً .. تشترط الهيئة في الوحدات السكنية من الدرجة الثانية وجود مواقف ملائمة لسيارات المستأجرين .. لكن في الواقع .. تجد عمارة من خمسة طوابق بها ما يربو على أربعين وحدة سكنية ليس لها مواقف سوى رصيف البلدية الذي بالكاد يستوعب بضع سيارات .. ألا يفترض أن يؤثر ذلك على التصنيف والسعر ؟ وأيضاً هناك مثال آخر .. بعض العمائر بها شقق كثيرة لكن ليس فيها سوى مصعد واحد يختلط فيه المستأجرون مع عمال النظافة ومع ذلك تجد على الجدار الواقع خلف موظف الاستقبال شهادة تصنيف من الدرجة الثانية ؟ أنا لا أحاول هنا قطع رزق أحد أو التضييق على المستثمرين في الإيواء السياحي ، لكنني أرى أن بعض العمائر تمتاز بجودة في تطبيق معايير الإيواء السياحي بينما البعض الآخر يكتفي بتطبيق تلك المعايير دونما جودة ، ثم يوضع الجميع في ذات الدرجة وذات السعر ؟ أليس هذا إجحافاً بحق الوحدات السكنية المميزة ؟ لماذا لا تقوم الهيئة بإلحاف تفرعات على درجات التصنيف كأن تكون الدرجة الواحدة بها ( أ ) و ( ب ) و ( ج ) .. وهكذا ،بحيث يكون لكل تفرع سعره المختلف ، أعتقد ولا أشك أن الأخوة في الهيئة وكذلك القراء يشاركوني هذا الاعتقاد ، أنه انطباق الاشتراطات والمعايير على الوحدات السكنية بالنسبة لكثير من السياح ليس مهماً بقدر أهمية ملاءمتها وجودتها ومدى صلاحيتها .. فما الفائدة من وجود الماء إن كان ملوثاً .. ومن وجود الأثاث إن كان مهترئاً ، ومن وجود الأشياء كل الأشياء إذا كانت منعدمة الصلاحية ؟ وهذا هو جوهر القضية .. نريد أن نقرأ معايير الهيئة في الوحدات السكنية التي نستأجرها فقط .. وليس من خلال موقعها وكتبها ومنشوراتها وإعلاناتها .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *