كان الناس يتبادلون التهاني بالاعياد ويتواصلون بالكلام والمواجهة المباشرة والسلام والمصافحة بل وحتى بالزيارة في البيوت ثم انخفض مستوى التهنئة قليلا فقل التواصل المباشر والسلام والمصافحة بل وقلت كثيرا او تكاد تنعدم الزيارات للبيوت وأصبحت المباركة بالعيد تتم شفهيا وعن طريق الهاتف.
ورويدا رويدا توقفت التهنئة بالاعياد عن طريق حتى التواصل الهاتفي والشفهي المباشر واقتصرت على تبادل الرسائل سواء النصية او بالايميل أو الواتس آب أو تويتر.
وليت الأمر توقف عند ذلك بل إن الرسائل المرسلة للتهنئة بالعيد أصبحت عامة للجميع وتحولت الى مجرد رسومات ولوحات وتصاميم ترسل للجميع دون تحديد حتى اسم الشخص المرسلة له بل ربما ترسل حتى دون تفرقة بين القريب والصديق العزيز جدا وبين أي شخص عادي موجود رقمه في الجوال ربما لاتربطك به أي صلة سوى ان رقمه موجود بالجوال لديك.
ومن الطرائف المضحكة والمحزنة في آن واحد ان بعض الناس ينسخ المعايدات من اشخاص ارسلوها له ثم تدور هذه المعايدات لتعود اليه مرة اخرى من اشخاص اخرين والبعض من كثر النسخ واللزق يستخدم معايدة مرسومة برسمة جميلة ويرسلها للناس وينسى حتى ان يغير اسم صاحب الرسمة المكتوبة في اسفل الرسالة. والبعض الآخر يرسل نفس الرسالة أو الرسمة لنفس الشخص اكثر من مرة وهذا يؤكد ان هذه الرسائل العامة واللوحات والرسومات اصبحت مجرد روتين فاقدا لأي قيمة أو اهتمام أوحرص على مشاعر المقربين والارحام والاصدقاء الاعزاء.
نتفهم اننا ربما اصبحنا مشغولين باعمالنا ومسؤولياتنا ومشاكلنا ولكن هناك امور اساسية في حياتنا وتقع ضمن مسؤولياتنا وواجباتنا لايمكن ان نهملها او ان نتغاضى عنها وربما كانت وستكون بحول الله وفضله ومشيئته احد اهم الاسباب في حلول البركة والرزق والامن والامان في بلادنا وبين اهلنا.
ولا اظن ان مكالمة هاتفية او زيارة قصيرة او حتى رسالة خاصة مكتوبة باسلوبك ومشاعرك وموجهة ومخصصة بالاسم الى القريب مثل العم والعمة او الخال والخالة او الاخ الكبير او الاخت الكبيرة او ذوي الارحام او الصديق العزيز جدا يمكن ان تأخذ من وقتك اكثر من دقائق معدودات وهب انها اخذت ساعات فتذكر انها ساعات في السنة الواحدة فقط . انني لم اذكر الام والاب والجد والجدة لان زيارتهم امر محتوم ومفروغ منه لايختلف عليه اثنان.
ان ارسال الرسائل العامة والرسومات الجميلة وباشكالها المختلفة والخالية من اسماء المرسلة لهم للتهنئة بالاعياد امر حسن ولا بأس به لكن يمكن ان يكون ذلك لعامة الناس وزملاء العمل والاصدقاء الذين تربطك بهم صلات عادية لكن لايمكن قبول ذلك بأي حال من الاحوال لمن له صلة قرابة بك او صلة رحم او صداقة خاصة وقوية بل انني لا ابالغ ان قلت ان ذلك فيه ظلم كبير وتجفيف وقطع للارحام والصلات والعلاقات الاجتماعية .
يقول الشيخ الدكتور سلمان العودة :
( جرب ان تضع اسم من تراسله او تنطق باسم من تحدثه وراقب الاثر انطق اسمه كما يجب اكتب عبارة تدل على التقدير واخرى تعبر عن مشاعرك الايجابية مثلا : استاذي العزيز صديقي الغالي اخي الحبيب لازلت اذكر رسالة وصلتني حين كنت في ثاني متوسط من احد الاصدقاء كانت موسومة ب ” الى الصديق الاكرم “.
في المرة القادمة عند حلول عيد الفطر وعيد الاضحى جرب ان تهنئ اقاربك كالاعمام والعمات والخيلان والخالات واخوك الاكبر و اختك الكبرى وذوي ارحامك واصدقاءك الاعزاء جرب ان تهنئهم بالعيد بزيارة قصيرة لهم فان لم تستطع فبمكالمة هاتفية فان لم تتمكن فبرسالة خاصة لهم موسومة باسمائهم او باجمل القابهم وعبر لهم عن مشاعرك الايجابية الخاصة وثق ان ذلك سيحدث اثرا عميقا في العلاقة والصلة والتواصل معهم وبهم وقبل ذلك وبعده سيكسبك الاجر والثواب والبركة في نفسك وبيتك ورزقك واولادك ووقتك .
3903 جدة – 22246 – 6624

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *