معالي الشيخ محمد النويصر رحمه الله

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]

عرفته يوم كنت مدرساً في مدارس الثغر وكان قد كلفني الاستاذ عبد الرحمن التونسي رحمه الله لمقابلته في أمر يهم المدارس حيث كانت ميزانية المدارس تأتي من الديوان الملكي في ذلك الوقت ثم اصبحت مديراً عاماً لمكتب صاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل أطال الله عمره عندما كان رئيسا للاستخبارات العامة فكانت العلاقة دائمة والمحبة عامرة وكان رحمه الله يعمل معنا كأب رحيم هادئ له رؤيا واضحة رغبة ولي الامر اولا وأمن البلاد أولا وأمن الدين اولا تتبلور كلها لتشكل نظام حكم قائماً على الدين والولاء للمليك والبلاد.
تتصل في أي وقت ليلاً ونهاراً في السفر وفي الحضر في رمضان في اي وقت تجد الشيخ محمد يتلقى منك الاتصال ويوجهك الوجهة الصحيحة بقلب الاب ورجل الدولة المتمكن.
أما الناحية الدينية فالحديث يطول ، كنت اراه في الطائف يأتي بشنط المال من زكاة ماله لأشخاص يعرفهم فيسلمها لهم لتوزع على عوائل مكة والطائف وهو يعمل كل ذلك في منتهى السرية والهدوء ولا يحب الظهور وهو من هو فلا يكون في الحفلات امام الكاميرات ولا في المقابلات يعمل عمله بصمت الحريص على افضل ما يستطيع.
هو مستودع سر الملوك وليس له اصدقاء الا ما ندر ولا شلل ولا سهرات فهو رجل عائلي من الطراز الأول ليس له هم إلا عمله وإتقان ذلك العمل والحرص على ان يكون كل شيء على ما يرام لا يعرف دواماً فدوامه في عمله 24 ساعة سبعة أيام في الاسبوع في ثلاثمائة وخمسة وستين يوما في السنة رحمه الله خدم هذه الدولة طوال عمره لم تسمع عنه الا الاحترام والحرص على الامانة ومحبة الناس أحبوه لسماحته وطيبته وسرية عمله وعطائه.
كنت اتوسط عنده في بعض الأمور التي تهم بعض من كانوا اعزاءً وقسى عليهم الزمن فكان سفير العطاء لهم عند ولي الأمر وكنت اتقدم لبعض الناس أطلب وجاهته وتدخله وكان أسرع الناس للخير بصمت بلا رياء او سمعة رحم الله أبا عبد الرحمن رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، اتصل بي يوم عينت وكيلاً للوزارة في بيتي آخر الليل ليبلغني أن \”الملك خالد قد وافق على طلب سمو الأمير تركي بترقيتك فأحببت أن أكون أول المهنئين لك \”قلت\” أنا ابنك\”، قال \” ولهذا اتصل عليك لأهنئك\”، هنأك الله بالفردوس الأعلى يارفيق الملوك العظام على مدى نصف قرن من الزمان.
نعتز بأبوتك ومحبتك ونسأل الله أن يبارك في ذريتك ويقيموا لك وقفا خيرياً يبقى أجره لك لآخر الدنيا فأنت أبو الجميع رحمك الله رحمة واسعة.
\”إنا لله وإنا إليه راجعون\”