معالم.. وذكريات.. 1- عمارة الملكة
للذاكرة ..فضاءات متصلة بين البعد والاقتراب .. ومنها تلك الذاكرة التي نركن إليها بين الفينة والفينة لاننا نتحدث عن ” جدة ” المدينة التي تسكن ابناءها كمرابع الصبا ودفء الذكريات .. وعندما اجول في روح هذه المدينة الفاتنة يلفت نظري أماكنها وازقتها التي تحولت الان إلى صورة اخرى من الرقي والتطور ..
وأنت في طريقك الى منطقة جدة التاريخية وتحديداً في شارع الملك عبدالعزيز سوف تشاهد أشهر بناية في تاريخ جدة الحديث وهي ( عمارة الملكة ) وسبب التسمية تعود للملكة ” عفت الثنيان ” حرم الملك فيصل بن عبدالعزيز، يرحمه الله سميت بذلك لأنها هي من تملك البناية الشهيرة ، لقد شيدت هذه البناية قبل 46 عاماً وتحديدا”في عام 1971م ، على مساحة تقدر بنحو 3600 متر مربع، وتطل على الشارع الرئيسي للسوق العتيق «شارع الملك عبد العزيز» ، وتعد بداية التحول في مفهوم التسوق الحديث، كما اسهمت العمارة في التعريف بمدي النمو الاقتصادي الذي شهدته جده والخروج من دائره البيع والمتاجرة في مواقع متناثره او متباعدة في موقع واحد يجمع الاصناف والمنتجات كافه.وكانت شاهداً على تحول نمط البيع والشراء في الأسواق بجدة ، بشكلها الجميل والمميز والذي أبدع في تصميمه المهندس جوزيف كاران ( الإيطالي ) ، موقع البناية أضاف الكثير من الوهج لها في ذ لك الوقت مع الشكل الهندسي للعمارة التي صممت بحرفية غير مسبوقة في حينها، خاصة أن العمارة مصممة بالزجاج في شكل شبه بيضاوي، وهذا التصميم يحتاج لخبرات خارجية يمكنها تنفيذ هذا المشروع وفق معايير ومواصفات جعلت البناية مع مرور السنوات تتمتع بشكل جذاب ومتميز ، أصبحت عمارة ( الملكة ) كما يطلق عليها أهل جدة هي قلب المدينة التجارية النابض ،وأضافت للمدينة أبعاداً اقتصادية وحضارية في ذلك في تلك الفترة ، وأصبحت فيما بعد معلماً تاريخياً لسكان جدة والقادمين من خارجها، وباتت هي العنوان الرئيسي للدخول إلى قلب التاريخ أو ما يعرف بـ«جدة القديمة»التاريخية.
فالزائر للمنطقة التاريخية بجدة عندما يشاهد البناية يقـــــــف مـــتأملاً لجمال بنائها المعماري وســــعة فنائها مــــــتناغماً بين أسواق جدة القديمة والحديثة ، إضافة إلى كونها تمثل نقطة مركزية يستدل بها على ماضي جدة وحاضرها.
همسه :
الأماكن القديمة، قصص بلا لسان.
@zamelshaarawi
التصنيف: