[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

مع تجاوز عدد الطلاب السعوديين في الفصول المدرسية الثانوية حاجز المليون طالب يتم تخريجهم بشكل سنوي فإننا بحاجة ماسة لثورة في البرامج التعليمية الجامعية و المهنية التدريبية التي يحتاج إليها سوق العمل السعودي فعلاً , فمهما بلغ حجم القطاع الوظيفي الحكومي فإنه حتماً سيعجز عن توظيف أعداد كبيرة كتلك التي يتم تخريجها سنوياً , والعين الآن على الشريك الأزلي للحكومة «القطاع الخاص» بجميع مجالاته وأنشطته , فالأخير قادر بلا شك على تبني الشريحة الأكبر من الطلبة والطالبات وإلحاقهم في برامج تأهيلية و منحهم حوافز شهرية مجزية أثناء فترة التدريب ومن ثم منحهم الأمان الوظيفي الكامل والذي بدوره سيشعرهم بالطمأنينة على مستقبلهم و مستقبل أولادهم لاحقاً وسيضمن للقطاع الخاص كوادر سعودية منتجة لديها الولاء الكامل للشركة التي تعمل بها , إن من أكثر ما يواجه الخريج و أصحاب العمل من مشاكل هي افتقار الأول للتدريب الكافي و عدم قدرة الثاني على دفع المال و التدريب في خريج يرى أن عمله في القطاع الخاص لن يطول كثيراً وهنا لابد أن تحضر الدولة بمؤسساتها المسؤولة عن التوظيف و الاقتصاد مثل وزارة العمل ووزارة التخطيط و مراكز الموارد البشرية لتساعد جميعها في خلق جسر يُمد الاثنين بالمساعدة اللازمة , فليست مشكلة لو قامت الدولة مشكورة بتحمل تكاليف التدريب و التأهيل بشرط حصول الخريج على عقد عمل محترم مع إحدى شركات القطاع الخاص و بذلك تدفع بالاثنين لإيجاد شراكة حقيقية تعود بالنفع عليهما على حد سواء , إن فكرة العمل مع الشركات و المؤسسات الأهلية تعتبر مرعبة في مخيلة الخريج السعودي , فلقد لحق بها الكثير من التشويه الذي يسأل عن حدوثه القطاع الخاص نفسه والذي استفرد بعضاً منه بالمال و ترك جانبه الوطني تجاه أبناء بلده على الرف و راح يفصل و يلغي عقوداً و يعطل العديد من الكفاءات السعودية بمنحها رواتب أقل مما تستحق وهنا يكمن الخطأ , لابد من شراكة حقيقية لا إعلامية بين الإثنين تعيد الثقة لطالب العمل في أرباب العمل حتى ينعكس ذلك على سوق العمل سريعاً و يحد من شبح البطالة المُعطل لكل أحلام الشاب السعودي .
twitter : saudibreathe
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *