د.علي محسن السقاف

لم اكد انتهي من الاعجاب بما حصل في مطار جدة الحالي من تحسينات عظيمة نقلته من المظهر السابق الكئيب الى مظهر عصري حديث بمكاتب مبهجة وصالات واسعة ومطاعم فخمة ومواقع تسوق لطيفة بل وبفكر خلاق حول مواقف المطار المزحومة دائما الى مواقف غير مزحومة أبداً لم اكد انتهي من إعجابي حتى فاجأتني الاخبار بوضع حجر الاساس لمطار جديد وبمواصفات عالية وامكانيات هائلة.
وقد استمعت بالصدفة الى جزء من المؤتمر الصحفي للطيران المدني فأعجبت بالعقول السعودية المشرفة على المشروع بدءاً بسمو الامير فهد بن عبدالله ثم المهندس عبدالله رحيمي ثم بقية المهندسين والاداريين، وبالمناسبة فالمهندس الرحيمي زميل دراسة سابق وقد تخرجنا معاً من الثغر النموذجية ثم لم نتقابل بعد التخرج إلا مرة بالعام الماضي،هذا وقد فند المسؤولون بالمؤتمر بشفافية ووضوح ما اشيع من مبالغة في تكاليف المطار وبينوا أن القائلين لم يفرقوا بين تكلفة انشاء صالة بمطار دبي وبين انشاء مطار متكامل بجدة.
وستكون جده ان شاء الله بمطارها الجديد المدينة الاقتصادية الاولى في قارة آسيا ولن نهتم بعدها أن كسبنا كأس آسيا او خسرناه فالاقتصاد هو الكأس المهم ،ولجدة حالياً مؤهلات اقتصادية كبرى منها الفنادق العالمية والمسشتفيات الضخمة والمولات الكبيرة والاسواق الرخيصة والمطاعم الجيدة، وميزة اخرى فريدة وهي كونها بوابة الحرمين الشريفين واذا اكتمل مركز المؤتمرات المزمع انشاؤه قرب المطار فلن تستطيع مدينة عالمية اخرى منافسة جدة.
هذا وعلينا ان لاننسى بالمطار الجديد انشاء المصليات الواسعة داخل صالات السفر الداخلية وبها الحمامات واماكن الوضوء ومن المهم أيضاً الاسراع بتنفيذ تقاطع الامير ماجد مع طريق الملك عبدالله لان حركة السيارات الحالية تتوقف كثيرا بهذا الميدان فكيف يكون الحال بعد افتتاح المطار الجديد.
وانا اشعر بالفخر لانني عاصرت اربعة مطارات بجدة وان شاء الله يكون الخامس في الطريق وكان اولها المطار القديم الذي يشغله حاليا مكتب مكافحة التسول وفي هذا دلاله على ان بعض المتسولين يأتون من الخارج بالطائرات ثم المطار المجاور له والذي تشغله حاليا ادارة العين العزيزية ثم مطار شارع الستين الذي تشغله حالياً ادارة الترحيل ثم المطار الحالي قبل التطوير ثم بعده ويمكن ان يؤهلني ماسبق لدخول موسوعة جينس للارقام القياسية.
وكان المفروض عند افتتاح المطار الحالي ان تكون الطائرة الاولى التي تهبط فيه طائرة سعودية يقودها زميلي في الدراسة الكابتن سراج عابد الا انه لم يدعس كفاية على الوقود فسبقته طائرة هندية ولهذا فإنني اهيب بالطيارين السعوديين ان لايسمحوا لاي طائرة اجنبية ان تلامس قبلهم ارض المطار الجديد !!
وختاما فهذا المطار الجديد واحد من المشاريع العملاقة التي زخر بها عهد الخير لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله واطال عمره وأعاده سريعاً إلى أرض الوطن في صحة وعافية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *