مطار الملك خالد وخدمة الإنترنت

Avatar

جمعان الكرت

أي مطار في الدنيا هو النافذة الحقيقية والكتاب المفتوح الذي يمكن للمسافر قراءة الوجه الثقافي والحضاري لأي دولة من دول العالم. بل يستطيع \” المسافر \” خصوصا ممن يمتلكون حذاقة التحليل والاستنتاج كشف الجوانب النفسية,من خلال رؤية المشاهد المادية كطريقة التناسق اللوني والتوزيع المكاني أو العناصر البشرية الذين يقومون بإدارة الأعمال المتنوعة فنية وإدارية,فضلاً عن رؤية المسافرين من جميع شرائح المجتمع وطريقة تعاملهم وحديثهم وملابسهم,ومن هنا حرصت الكثير من دول العالم أن تكون مطاراتها على مستوى عالٍ من الدقة ، النظام،النظافة,احترام المواعيد,تلبيه رغبات المسافرين ,الجودة في العمل, فضلاً عن اختيار الطرز المعمارية التي تعكس الثقافة العمرانية للمجتمع بحيث لا يكون المطار نشازاً في شكله,غير متناغم في هيئته مع النسق الثقافي والاجتماعي لتلك الدولة .
ومطاراتنا الدولية نماذج معمارية وحضارية جيدة .. إلا أنها ليست الأفضل,و مما يلفت النظر وجود اصطفاف طويل في أحد الأركان في انتظار بطاقات صعود الطائرة .. وتزداد الأزمة أكثر في الإجازات إذا أن المسافر إذا لم يؤكد حجزه في وقت مبكر,حتما سيقف أمام عدة خيارات ..أما يظل رهينا لطابور الانتظار, أو يتجه بالإكراه إلى مواقف السيارات الأجرة لينطلق برا مهما بعدت المسافة, أو ينكص أدراجه إلى مقر سكنه ليعاود الاتصال والمحاولة, وهكذا حتى ينفرج حظه ويكون ضمن المسافرين .
ومما يلفت الانتباه في مطار الملك خالد بالرياض أن المسافر حين يود قطع ساعات الانتظار – داخل الصالة الداخلية – بالتصفح الالكتروني عليه دفع ثمن هذا الاختيار إذ تندفع الكرة الالكترونية إلى سطح شاشة جهازه المحمول .. بالتعليمات التالية:نصف ساعة بسبعة ريالات,ساعة بعشرة ريالات,ساعتان بخمس عشرة ريالا . بمعنى انه لن يتمكن من كسر ساعات الملل إلا بدراهم معدودات ، ولأن هذه واحدة من الجوانب التي ينبغي على إدارة المطار التجاوز عنها فالمكاسب التي يحصلون عليها لاتؤهل رفع سقف الميزانية المخصصة للمطار .فهل تتنازل إدارة المطار- مشكورة – عن هذه المبالغ البسيطة لبعض المسافرين القلائل كخدمة مجانية خصوصا للذين ألفوا الانترنت وأصبح جزءا من حياتهم المعيشية,أم تظل تلك الحواجز مستمرة وسط استياء طالبي تلك الخدمة؟
*الحارثي يستحق التكريم*
جميل جداً أن تلتفت الجهات الرسمية لتكريم المبدعين أيا كان إبداعهم ومحافظة الطائف أحسنت عملاً حين قررت تكريم المؤلف المسرحي الأستاذ / فهد بن ردة الحارثي الحاصل على الكثير من الجوائز في المهرجانات المسرحية محلياً وخارجياً، وآخرها اختياره كأفضل عشرة مؤلفين مسرحيين في العالم العربي واستحق التكريم في مهرجان قرطاج بدولة تونس .
واعرف فهد الحارثي جيداً إذ يرى تكريمه تكريما لجميع فريق العمل الذين معه ومن بينهم المخرج والممثل الرائع أحمد الأحمري،والفنان المتألق سامي الزهراني وبقية المجموعة.
إن تكريم الأستاذ / فهد الحارثي يعتبر من وجهة نظري تكريم لجميع المسرحيين في بلادنا بل يعتبر تكريم لجميع المثقفين .. أبارك لأخي فهد هذه الجوائز التي حصدها واشكر محافظة الطائف التي رأت أن تكريمه أحد أساليب التحفيز والتشجيع للمبدعين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *